مشي بخطى الحنين في مُدن تقيم على مرافئ الحبر،،
إنّه شيء شبيه بفضولنا، أمام قصائد كبار العشّاق. نريد أن نرى "عيون إلزا" دون كحل، بعيوننا لا بعيون أراغون، ونتأكّد من طول ضفائر بلقيس بمقياسنا المتري ، لا بمقياس نزار الشعريّ ،،
نودّ لو ابتسمت الموناليزا لنا، لنجد
شرحًا لأسطورتها وانبهار فرشاة ديفانتشي بها ، وأن نحتسي فنجان قهوة مع محبوبة
بوشكين، أن نتبادل معها أطراف الحديث ، لنتأكّد ممّا شاع عن سطحيّتها وعدم
اهتمامها بالشعر، عسانا نعثر على سرٍّ ما ، يُبرّر موت بوشكين أكبر شعراء روسيا..
في مبارزة دفاعًا عن حبّها ،،
ذلك أنّنا نُقاسم الشعراء معشوقاتهم، وننتمي مع الروائيّين إلى مدنهم، ولنا مع كُتّابنا المفضّلين حياة افتراضيّة في كِتاب. لنا نساء نواعدهُنّ معهم، وأَسرّة ننام فيها بمحاذاتهم ، ومقاهي نرتادها في انتظارهم، وشوارع تحتفي بخطانا، وأخرى تخذلنا ،،
لنا أصدقاء خسرناهم، وشهداء بكيناهم ،
كما لو كانت لهم قرابة بنا، وأبطالاً في روايات أصبحوا أقرب لنا من أهلنا. لنا
كلمات كأنّها سُرقت من أفواهنا، وحكايات وكأنّما هي تلصّص على أسرارنا. ثمّة كتب
خُطّ حبرها من فصيلة دمنا، إلى حدّ يُجيز لنا رفع دعوى على الكاتب . . لأنّه لم
يضع على الغلاف مع اسمه اسمنا ،، !
أحلام مستغنامي ،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق