كلام فارغ , مرحبا بكم

كلام فارغ , مرحبا بكم

الأربعاء، 6 أبريل 2011

نرجسية كاتب


قابلت صدفة وسط زحام التحرير وحرارة الشمس الضاربة صديق قديم لم اصادفه منذ عدة أشهر , سألني قبل أن يلقي علي التحية , هل قراءتي كتابي الجديد ؟ فصمتت !
قال لي أعرف هذا الصمت ! واعاد طرح السؤال بنبرة سادها بعض التوتر , هل قراءتي كتابي الجديد ؟ فإبتسمت !
قال أعرف تلك الإبتسامة ! وأعاد طرح السؤال بنبرة تتراجع الي الخلف , هل قرأتي كتابي الجديد ؟ فضحكت !
قال أعرف تلك الضحكة ! ولم يعود الي طرح السؤال بل ابتسم وقال , عرفت !
تنهدت وجاوبته بعدما فقد الأمل ان يتلقي جواباً شافياً معافياً يزيد من توهج نرجسيته !
لا تطلب مني أن أقرأ ما تكتبه , بل دعني أعاني في البحث عنه حتي أجد فيه ما اريد , وإن لم أجد ما أبحث عنه بين كتاباتك سأودعك ككاتب ولنبقي أصدقاء للأبد .
إبتسم رغم ملامح الخجل التي ارتسمت علي شفتيه , وقال أعرف لكن دفعتني رغبتي لمجادلتك فيما ستقرائيه الي استعجالك .
عدت للصمت مجدداً مع ابتسامة خبيثة أدرك من ورائها كم تجاوز في حديثه , وبدأت ملامحة تتحول من الحمرة الي الغضب , وسألني في حدة كانت رد الفعل العملي لطبيعته الجامدة , " لا أفهم سر الضحكة المواربة لنظرة مستفزة " , وقبل أن يكمل حديثة قاطعته : اعتذر ولكن لا تنتظر مني مجادلتك , أنت أفرغت علينا ما يجعل منك كاتب , ولن تقبل منا مجادلة عادلة , لن تقبل سوي رأي موازي لما كتبت , لن تقبل الا المديح والتهليل لبنات أفكارك علي الورق , لن تقبل أن يمس أفكارك أحد , لن تقبل بالاختلاف معك , لن تقبل بفكر أحد , إذا رغبت المجادلة الجادة عليك أولا أن تتخلي عن مكانتك ككاتب لهذه السطور , وتعود مجرداً من تعلقك بأفكارك علي الورق , وتنسي ان إسمك هو من يسكن أسفل هذا الكتاب , لكن أخشي من استسلام الكاتب الامتناهي لحروفه تضاعف من نرجسيتك التي ترفض تلقائياً الإختلاف , لذلك لم أرغب في مجادلتك .
إبتسم من جديد وقد ملئت رئتيه هذه المرة زفرات الثقة المجانية التي تلازم شخصيات الكتاب النرجسيين عندما يتحول الحديث لصالحهم , بالتأكيد كان علي يقين انه خط أعظم مخطوطاته الكونية التي تُقهر أمامها كقاريء كل أفكارك السطحية وتحاول أن تستبدلها بعظيم ما منحك إياه هذا الكتاب .
نظرت الي صديقي ومع إندفاع نظراته المستفزة جاوبته " نعم قرأت كتابك الأخير , وكالعادة لم يجذبني الاسلوب , ليس لضعفه لسمح الله لكن لإختلافي التام مع المضمون , ايضاً لا أهوي قراءة القصص التي لا أشعر بنبض كاتبها يتخلل السطور , عذراً يا صديقي كتابك ينقصه الاحساس والدفيء وبعض من الصدق " , هل ستتقبل هذه المجادلة أم ستنعتني بالجاهلة ؟