كلام فارغ , مرحبا بكم

كلام فارغ , مرحبا بكم

الأحد، 19 ديسمبر 2010

eat , pray , love



كثيرا ما يظل هذا السؤال يجول في بالي عند مشاهدة الأفلام السينمائية , والقليل منها قد يجيب عليه وربما النادر من هذه الافلام التي أصبحت مشاهدتها عندي تحكمها العادة لا الاشتياق , والاشتياق تحكمه العاطفة التي قد تميل الي هذا الفيلم او ذاك بحكم تراكم الاشياء وتفاعلها داخلي
ولكن العادة أبصرت في الي حد ما عين موضوعية تمكني من مشاهدة ماوراء الصورة , والموضوعية قد تؤجل عمل الاحساس للحظة , وقد تشل مشاعرنا ايضا للحظات , ولكن عندما نصدم بصورة لا تعطينا الفرصة لننحي عواطفنا جانباً ونبدأ بفرض الموضوعية او المنطق في تحليل هذه الزاوية او تلك , او هذا الحوار او هذا الاداء , هل كان صحيحا , هل كان مناسباً , هل هذا عمل جيد ام لا
أحب هذه الصور التي تجردني من موضوعيتي , وتعطيني قدراً كافياً من التحيز الانساني التلقائي في التوحد معها , عندها اكره هذه الموضوعية التي تغفل فينا انطباع المشاعر الذي هو دائما الاصدق , ولا أكتفي بهذا التحيز , ولكن أعود لأبحث عن إجابة لهذا السؤال الذي يغلفني عند متابعة أي فيلم يخمد بداخلي جمود وصلابة الموضوعية في تلقي الصورة بفعل العادة , ويزيد من وهج الاحساس عند إستقبال عيني لأول صورة علي الشاشة
هل نحن من نكتب الفيلم أم هو الذي يكتبنا , جدلية شرسة الجواب , لكنها دائما تغلفني عندما أقف عاجزة أمام هذه الشاشة التي مرات كثيرة تتحول إلي مرأة , عندها أفقد إتزاني قليلاً وأترك عقلي خلفي , ولا أظن أنه من الصواب أن يستقبل العقل الاحساس , وقد يتشابه سحر الصورة مع سحر الحب
فالاثنان نركض خلفهم , دون عقل , والاثنان في النهاية أكذوبة لكنها مغلفة بطبقة سكرية , لا نشعر بمرارتها وصلابتها الا عندما نمضغها , وتكسر أسناننا , أو نبصرها في مرأة الشاشة التي تواجهنا صورها بخطايانا , لنكتشف أننا جميعا دون أن ندرك , شاركنا في كتابة هذا الفيلم
وأنتهي من مشاهدته لكنه لا يتركني , ويبقي معي السؤال حائر , حتي أشعر بعجز المشاعر التي تحيزت لها سابقاً  , وأعود الي الموضوعية العقلية التي رفضتها في البداية , واعاود تحليل الفيلم باستخدام , المنطقية والعقلية والخبرات ووووو......... الخ , وانسي هذا السؤال ليولد من جديد صغير أخر , هل أؤؤمن بما إنتهيت إليه بالموضوعية التي عادة لا تتسم بالصدق بعكس الاحساس الذي يصعب تزييفه , علي الاقل بين الانسان وصداه
نكتب بمشاعرنا ام بخبراتنا ام بتراكم المشاهدة بداخلنا او بما تعلمناه من نظريات علمية ومناهج منظمة ومنمقة.
أحيانا أشاهد أفلاماً أرفض أن أكتبها , لأنها سبقتني الي ذلك وكتبتني صورها , ألم تعد هذه خيانة للموضوعية ؟ أم أنها خيانة مهنية ؟  

نأكل : كي نتذوق طعم الحياة , التي حولتنا في الصباح الي كومة من الصقيع , وفي الليل الي شجرة متيبسة انتهت أوراقها في حضن التراب
نصلي : الايمان وحده من يهبنا قدرة الانفصال عن ضعفنا
نحب :يعاود الانسان إكتشاف نفسه, في بداية جديدة لتحدي جديد يقف الانسان في مواجة الحياة مرة اخري بعدما يكون قد تطهر بالأكل والصلاة من بقايا حبه الماضي