كلام فارغ , مرحبا بكم

كلام فارغ , مرحبا بكم

الثلاثاء، 10 أغسطس 2010

لماذا ؟

لماذا يلحد المثقف ؟
عندما طرحت هذا السؤال من فترة علي نخبة من الاصدقاء للمناقشة الايجابية فيما بيننا تلقيت منهم اجابات عديدة ومتباينه ,
حول مفهوم الالحاد وحقيقة ارتباطة بالانسان المثقف أو بشكل اعمق , الشخص الذي وصل الي مرحلة معينه من امتصاص نوعية ما من الثقافة
وربما مفهوم الالحاد بشكله المباشر المتعارف عليه يعد نعت قاسي جدا لا استطيع ان اعممه ولا حتي ان اتهم به احدا , لكني استخدمه مجازا  لتوضيح ظاهرة شغلتني كثيرا في الايقاع بإسبابها بين يدي
في البداية وقبل ان اطرح عليهم السؤال الذي شغل بالي كثيراُ وضعت فرضيات من مخيلتلي ربما تدور حولها الاجابة التي تخرج مني ,
- حرية الابداع علي سبيل المثال بمعناها الصحيح تتطلب افقا لا محدودة من التفكير و الاستنتاج والتعمق فيما وراء ما تسميه الاديان بالثوابت المتجمدة والتي لا تقبل المساس بها
- تكبيل العقول منذ الصغر وتحديد اقامة الرغبات التي من الممكن ان تتعارض مع ما هو سائد سواء في التربية الاخلاقية او في الطقوس الدينية المتوارثة , ولا اعني بالطقوس الدينية سوي العادات الاجتماعية المتاصلة في وجدان أجدادنا ونقلوها لنا عبر زرعها في نفوس ابائنا دون إعمال العقل أو منحهم فرصة للإختيار حتي أصبحت تمثل لديهم عقيدة خاصة تحتل مكانة أكبر من إنتمائتهم الدينية
-التأثر بثقافة الأخر والتي قد تناقض ثقافتنا , ولكني أشعر ان مفهوم الثقافة بشكل عام مفهوم عام لا ينتمي الي شعب بعينه ولا لطقوس محددة ننتهج منها ما يرتقي الي أذواقنا , فمفهومها بشكل عام قد يكون :
الاطلاع بشراهة والتأثر العقلاني والاستنتاج والاختيار وفيما بعد يأتي الإبتكار او الاختلاف , اذا فإلقاء اللوم علي التأثر بالاخر ليس الا دليل عجز أقنعنا به أنفسنا تدريجيا حتي وصل الي مرحلة تقترب من اليقين ,
 هذا اليقين الذي كنا نرفض الاعتراف بوجوده من البداية

فوبيا


لا أدري إن كنا نحن المصريين فقط هم من يعانون من هذا الهاجس الذي أصبح فوبيا شعبية انتشرت بيننا حتي أصبحت مظهر إجتماعي وعلامة مؤكدة اننا مجرد قطيع تحركه الرياح دون إعمال العقل ودون ابداء الرغبة , أم أنه سمه عامة انتشرت بين الشعوب العربية منذ سنوات
فوبيا العنصرية في التصنيف الشكلي للتدين الذي أصبح ظاهره أكثر من باطنه بمراحل , وسهل علي الكثيرين اتخاذ المظهر الديني ستاراً لهم ومكانة يحفظها المجتمع ويقدرها عن غيرهم او عن المختلفين عنهم حتي وان كانوا علي نفس الدين
لكن الشاكلة لم تقتصر فقط علي معتنقي الدين الواحد اللذين أصبح ما يسموه المظهر الاسلامي دستوراُ معمول به فيما بينهم يشكل من وجهة نظرهم المبرر الوحيد للتمييز بين ابناء دينهم وبين الاخر ,
رغم انهم لو ابتعدوا قليلا عن هذه النظرة المتعصبة واطلعوا علي ثقافة الاخر المنبوذ دائما منهم علي انه مخطيء , لوجدوا تشابها كبيرا فيما بينهم , هذا التشابة المتناقض يسقط عن أفكارهم فورا محدودية التفكير في تصنيف معتنقي الاديان المختلفة من خلال الصور المطبوعة في الذاكرة التي بثها فينا المجتمع لنلهث وراء توثيقها او ادانتها او تبنيها او بالمعني الدارج , نلاقي حاجة نتلهي فيها بعيد عنهم
ففي الاديان الثلاثة يعد مظهر اطالة الذقن علي سبيل المثال من الطقوس الدينية التي ارتبطت بالاديان السماوية الثلاثة , وليست فقط الاديان السماوية التي ارتبطت بهذه الصفة الشكلية , اللا دينيين ايضا يتصفون كثيراَ بهذا المظهر , فكيف نستطيع تحديد هوية هذا البشري لمجرد ان ذقنه طويلة ؟
الحجاب ايضا أصبح واحداُ من هذه المظاهر الاجتماعية , لا الدينية , والتي تعد واحدة من الوسائل التي تصنف بعنصرية متخلفة ديانة النساء .
هذا الهاجس لم يقتصر فقط علي معتنقي الدين الواحد الذي ينادي بإرتداء الحجاب , لكن هذا الهاجس الشكلي ( الذي لا يرتبط مطلقاُ بالدين) ولا اعني ارتداء الحجاب لكن ما اعنيه هو تصنيف ديانة النساء حسب ما يرتدينه , امتد هذا الهاجس ليصبح ظاهرة عامة لا ترتبط بأفكار دينية قدرما ترتبط بأفكار إجتماعية امتدت لبصر الاديان الاخري عن الصورة التي رسمها البعض عن المرأه المسلمة او التي يجب ان تكون مسلمة أصيب المجتمع بالكامل بهذا الهاجس و أصبح مفهوم الاسلام لديه مقتصر علي ارتداء المرأه للحجاب ودون ذلك فهو غير مسلم , يا سلام !!!!!!!!!!1