كلام فارغ , مرحبا بكم

كلام فارغ , مرحبا بكم

الخميس، 25 أغسطس 2011

كيف تتخلصين من الـرجـل الشرقــي ؟





قد تهاجمني بعض النساء اللاتي مازلن علي دين أمهاتهن في تقديس الرجل الشرقي ، ومن سيكون أكثر إغراء في عيونهم التي استنشقت اولي رحيق انوثتها علي يدي هذا الشرقي ، ناري القلب ، طافح الحنان ، الصادق المخلص مفتول المشاعر ، كامل الأوصاف ،ذاك  الطاووس المنتشي من فرط رجولته ،أو هكذا كانوا يتوهمون في ذاك الشرقي ، وكنت مثلهم ، أعذرهم أحياناً وأواسيهم في نفسي أحياناً أخري، فكيف سيكفرون بما يؤمنون به وهم جهلاء معصوبي العقل والارادة .

ليس كل رجل ، شرقي , وليس كل شرقي برجل ، كما ليست كل شرقية إمرأه ذات أكثر من وجه ، ليست الشرقيات معتدلات علي الدوام ، طاهرات الطرف ، لكنهم علي حال رجالهن يخطون ضمائرهم ، عادة ما تنتهي جلسات الأصدقاء علي خير ، حتي يقتحمها الدخلاء لنبدأ معهم التعارف من أول السطر ، لا أعرف هذا الرجل الذي جلس الي جواري بعد أن القي علينا تحية صباحية عندما كنت في جلسة نميمة مع إحدي صديقاتي ، كان يعرفها ولا أعرفه ، لم اراه معها من قبل ، تجاوزت قطعه لحديثنا ولم ابدي انزعاج من تحطيمه انسجام اذني بما تتلوه علي الرقيقة صديقتي باردة الطباع ، ظننته في البداية صديقها الحميم وأصابني هذا الهاجس نتيجة التحية الحارة التي شعرت بها عند معانقتهم قبل ان يتوقف "الرجل الشرقي " , ويلتفت الي ليتعرف علي إسمي وأي نوع من الصداقة تجمعني بصديقته ، لم تكن المرة الأخيرة التي أستمع فيها الي بطولاته الامنتهية في كل ما ينتمي الي الحياة بذكر ، تكررت الصدفة التي أحياناً لم تكن الا بتدبير صديقتي الرقيقة باردة المشاعر ، بتحريض مسبق من هذا الشرقي ، وبتجاهل متعمد وغير معلن مني تجاوزت مرحلة المفاجأة في كل صدفة وكنت أرشد حواسي لتكشف في كل لقاء خيوط المؤامرة التي تشاركا فيها ضدي ، صديقتي الرقيقة باردة المشاعر وهذا الرجل الشرقي .

أطلقت حاسة سمعي لتلتقط الاشارات المتبادلة بينهما ، لم انزعج من سذاجتهم في تطويقي بأخبار الانتصارات العظيمة التي حققها خلال مشواره ، مع الوطن ، مع الانثي ( التي خدعته وخانته وابدلته بشرقي أكثر انتصارات وجنون ) ، مع الحياة التي يحملها داخل صندوقه اينما يرتحل ، صدقاً في البداية كنت مثلهن تخطفني البنايات العالية ، حتي سكنت إحداهن فإنهارت بي أكثر من مرة ، لم تدهشني قصصه البطولية وابتعلت شربة الامبالاة حتي واريت خبث ابتسامتي المضللة بنظرة اعجاب كاذبة أعجبته فتعالت داخله نبرة الرضا واستمر علي نفس الشاكلة ، لم يكن صبري علي بلاءه ضعفاً من مواجهته وفضح أمر ذاته البالونية ، بل كنت أتمسك بأمل اللقاء الأخر الذي سيجمعني مع شخص داخله لا أعرفه ، لكني قابلته من قبل في رواية ما كان يتجول في إحدي السطور ممسكاً بعنق الكاتبة ، أعجبتني فروسيتة وإصرارة علي الخروج من الرواية في أبهي صورة ممكنة ، وإكتشفت مؤخراً أن لمعان عيونه لم يكن الا خطة مضادة يستخدمها عندما تفشل كل اسلحتة الشرقية في إقتناص اللوحة الزيتية التي يبحث عنها كل شرقي .

لم يدرك كثير منهم أنهم دنس علي ثوب الرجل الشرقي ، يطول أطراف سمعته في مجالس الرجال ، أعظم الانتصارات البطولية جاءت من الشرق وأشهي الرجال اللذين ينتمي اليهم معني الرجولة ، رسمت أنفاسهم علي مر العصور سحابة راسخة في سماء الشرق ، فمن أين جاءت سلالة هؤلاء المدعون علي أنفسهم أحفاد أمراء الشرق ؟! . ، كذب وافتراء ، بالتأكيد زارت أمهاتهن ذات ليلة عبد حبشي في خيمة سيدة ،وابتلينا نحن بنسل أجدادهم مُعتنقي العبودية .

كدت انجرف الي هاوية هذا الشرقي ناعم اللسان ، أطلقت ثقتي للريح في لحظة اختيار وخضعت لمصادقته ، لولا الفكرة الفاصلة التي تراقصت امام عيني وظلت تأكل رأسي للحظة بين لحظة اختيار السقوط أو الانسحاب  ، قاطعت يدي حديثة عندما تطاولت وسحبت سيجارة من علبته البيضاء التي يضعها امامي علي الطاولة ، ونظرت اليه في ثقة وأصابعي تبحث عن عود ثقاب يشعل الحقيقة أمامنا ، تراجعت جلسته قليلاً الي الوراء كما تراجعت ابتسامته عن التمادي في فرحتها بطهر المرأه الذي يحادثها والتي في طرفة عين أبدلت وجهها البريء المناسب في ثقافته لقفص الزوجية ، إسود وجه الشرقي وتقاطعت كلماته وتغير ترتيب الحروف بها وأنا مازلت علي وضعي ممسكة بيدي السيجارة ، انتظر نهاية شيقة أختتم بها هذه الجلسة الأخيرة بيني وبين الشرقي ، صمت ورأيت الرجل الذي لم أكن أعرفه يطل من عينيه ، انتظرت لحظة عله يهم بالرحيل عني ، وفعل بعد اقل من لحظة ، بعد أن لوثت أفكارة بدخان السيجارة.

ما أسهلك أيها الشرقي ! ، تذبحك ابتسامة فاجرة ، وتذلك إمرأة شرقية ،وتظل تبحث عن إمرأة اخري تُعريك بسيجارة تشهرها في وجهك