كلام فارغ , مرحبا بكم

كلام فارغ , مرحبا بكم

الجمعة، 26 نوفمبر 2010

بين فعلين مضارعين

كيف يكون الانسان عندما يتجرد من كل أفعال اللغة مقابل ان ترقد كل أفعال مستقبله وحاضره مستكينة بين فعلين مضارعين مقتطعين من سنوات حياته التي مازالت ايامها تنتظر بشغف إحتراق تلك المضارعين وتحولهما الي رماد الماضي او الي فراغ المستحيل او الي خيال المعجزة
أقبلت هي في لحظة عابرة تعاتب نفسها , لماذا أتهرب من مواصلة الكتابة وكأني أتهرب من شرب الحليب , او من مرافقة صديق ممل , لماذا أتهرب من مواجهة تلك اللعنة التي لا شفاء منها الا ....
هل الكتابة هي اللعنة التي أتهرب منها ام ما يدفعني للكتابة هي مصيبتي التي لا مفر منها سواء نجحت من مراوغة القلم او فشلت في اخماد جموحه لتزيين هذه السطور السوداء , وهل حقا يزينها ام يزيدها ضجراً فوق سوادها الأعمي , ويزيدني أنا سقماً وسخطأً علي نفسي أكثر وأكثر , علي بلاهتي وضعفي
بأي مشاعر كان يتحرك بين يدي , وانا أمقته بهذا العنف الذي أوشك علي إغتياله أكثر من مره لولا عناية السطور التي تتلقي سريعا ضرباتي وتستقبل رأس هذا القلم المسكين  وترسم أشياء لم أرضي عنها وربما لا أقصدها , لكنها في النهاية ترسم رغم أنفي فوق تلك السطور
للحظات أعود من غيبوبتي هل جننت , أحمل هذه السطور حملاً أكبر من عاتقها ربما لم أحتمله وقررت إفراغ حمولته فوق تلك الورقة البيضاء المسكينة , التي أزعجت نقائها بسواد قلمي وغضب مشاعري , لكنها رفيقتي التي ستتحملني مهما أثقلت غضبي علي صفحاتها
فهي لم تجردني يوماً من مصادقتها ولم تتذمر لسواد قلمي وفوضي مشاعري التي إختزلت كل أفعال اللغة في فعلين مضارعين تستيقظ بهم صباحا وتموت فيهم ليلاً .
عذراً فقد يزيد فعل او ينقص , قد يتبدل فعل بمرور الوقت ويتخذ مكانة فعل أخر لكن هناك أفعال سوداء لا يمكن ان تمحي , ولا تستبدل , أفعال فاجرة تدمر وتحرق وتسرق وتقتل
دائما نحيا بين فعلين , وكل منا يختار الزمن الذي سينتمي له هذان الفعلين , إما ماضي يموت به  أو مضارع يحترق من أجله أو مستقبل يسحق ذاكرته ومضارعه
دائما نعيش بين فعلين وقد نكون كاذبين في معايشة إحداهم , نبكي ثم نضحك علي أنفسنا , نصمت عندما يجب أن نتحدث , ونتحدث عند الصمت , نعشق عند الفراق ونفتخر بقسوتنا في لحظات العشق
قد يكون للأنسان أكثر من معني , أكثر من لغة , أكثر من عبارة , أكثر من فعل , يعيش بينهم , يتمزق بينهم , ينكسر بينهم , وأحيانا يختار من بينهم الفعل الذي سيدير ظهره له
لا أشعر بالحاجة لمتابعة الكتابة فقد إنتهيت من تحديد الفعلين اللذان أعيش بينهم ,  

أحبه  , يحبها

السبت، 20 نوفمبر 2010

جدال


دائما انا وكلماته علي خلاف دائم , كلما حاولت ان اقرب المسافات بيني وبينها انهالت علي بقسوتها التي تقسم لنا الطريق نصفين
اذاً مازلنا منقسمين الي نصفين , الي طريقين , الي شخصين , في هذه الحالة يمكن ان نسمح للاختلاف ان يسود حديثنا
وحدها كلماته تفتح لي مجالا للحوار بينها وبين افكاري , وان لم اكن دائما علي موعد مع مصادقتها لكني ايضا لست ضدها
وحدها تثير في الحنين الي الكتابة , تستفزني كي أجادلها فيما نختلف , وكأن رغبتي في الكتابة لا تشتعل دون أن تثيرها شهوة الجدال
أتأمل مجموعة من الصور دفنها تحت وسادته , طبعها حديث عينيه للنساء الجميلات والحمقاوات , وان كانت جميعها احاديث جامدة , لا تثير شهوة الاعجاب , زرعها علي رأس هذا الدفتر مضطرب السطور , كما هي مشاعره , صفحات هذا الدفتر تتحدي بعضها البعض وجها لوجه , هذه الصفحة شقراء , اما تلك فعلي وجهها تسكن ابتسامه مزيفة , والصفحة التالية والتالية , جميعها أوراق صماء متحجرة ينبعث من بين أسطرها رائحة متعفنة , قد تكون بفعل تحلل الذكريات التي سجنت فيها لسنوات
تاريخ مضي لهذا العمر وملامح مازالت تمضي لهذا الوجه المقابل لكل تدوينة كتبها صاحب الدفتر أسفل كل صورة كي يحفظ بها ذاكرة عنفوان مغامراته مع السيدات ,
سيدتي , كان دائما يناديني سيدتي , وهي من ارقي تعابير اللغة وصفاً لوقار النساء , وجمالهن وفطنتهن , وربما ذكائهن , أما بمنطق صاحب الدفتر , تجردت " سيدتي " من رداء الوقار واكتست برداء شهريار
سيدتي تخليت عنها مثلما تخلت هي عن دلالاتها ودلالها , استبدلتها برداء أخر أكثر سمو , صديقتي ,  أهدتني ردائها وقد علمتني شيء من مكرها شيئاً من خرافاتها , علمتني كيف أنثر الاوراق وأفسرها  , علمتني كيف أغازل الاقدار ,علمتني كيف أناجي اعوان خيالي وأسخرهم لطاعتي , علمتني كيف أجبر الماضي ان يستعيد عظامه , علمتني كيف اقراء ما لم يكتبه القدر , علمتني كيف أكشف أوراق الزمن ,علمتني كيف أغش نجاح البسمة
وضعت الصور التي بيدي واحدة بجوار الاخري , عمر بجوار عمر , قصة بجوار قصة , الم بجوار الم , ثم استحضرت شيطان احساسي كي يدلني علي الصورة الذهبية فيما بينهم
ايهما كانت الأهم , أيهما كانت الأعظم في القلب , أيهما لم تجرد من ذكرياتها بعد , أيهما هي سيدة الصور .
التقطت اصابعي بعشوائية المشاعر احداهن , لست علي يقين هل أصبت , هل تلك هي السيدة صاحبة البرواز الذهبي وسط تعفن الذاكرة ,  ام انها مجرد لعبة طائشة وما ابحث عنه مازال تائه وسط  هؤلاء الشقراوات , بيض العيون , محتالي اللسان , فهو دائما يعيش بين إمرأتين , بطل لحكايتين , راوي لقصتين
وضعت الصورة بجوار عنوان وصفها الذي بدأت أجادله , " حبيبتي سابقاً"
سألتها  كيف لك ان تكوني سابقة وانتي مازلتي سجينة في هذا الدفتر ؟!
أجابت : وما ادراكي اني سجينة ؟
قلت : اذا كيف انتي هنا ؟
أجابت : انا سيدة الذاكرة , وانت !
قلت : دعك مني , فأنا لست من حراس هذا الدفتر !
قالت : ولن تكوني فيه مثلي ذكري متعفنة !
قلت : اذا انتي سيدة الصور ؟
قالت : بل انا سيدة الذاكرة !
قلت: وما الفرق !
قالت : الذاكرة عادة ما تحتال علي الصور فتمحيها تدمر واقعها , وتبقي هي متفردة , مشوشة دون ملامح , ثم  تبدلها, ترسمها , تخلقها  كيفما تشاء , تدرجها حسب شهواتها , حسب خيالاتها , حسب رغباتها , حسب صدقها
قلت : نعم , الذكري تاج المشاعر  , وقد تكون قبره ايضاً , إذاً في ماذا نختلف ؟

الجمعة، 5 نوفمبر 2010

متشابهات

جميعنا النساء في الحب متشابهات , في الحزن متشابهات , في العنف متشابهات , في الاندفاع والغيرة والجنون والغباء متشابهات , في ارتداء المشاعر جميعنا متشابهات
واذا ما أختلط علي ابن أدم انه يبحث عن امرأه مختلفة إمرأة إستثنائية إمرأه خرافية , يدعوها إمرأة حياته , فجميعهن متشابهات
حتي اننا نعبر لنفس الالم معا نتوحد معه ويتهيأ لنا ان صراخنا يصدي في اركان العالم وهو في الواقع صدي لأخريات كثيرات متشابهات معن في نفس الالم , ونظل نقترب منهن حتي تصم أذاننا وننسي حزننا ونرتديهم انثي فوق اخري , طبقة فوق طبقة ,
هذه انثي صماء , هذه انثي بكماء , هذه انثي عمياء , وهذه الاخري مقهورة , والتالية محتالة , وهذه مخدوعة , اما تلك اللصة تخطف القلوب دون رجعه , اما هذه فمحاربة من الطراز الاول , وتلك الصبورة وتلك الباكية وتلك الشاكية وتلك المكابرة الخ
فكلهن في الاخير متشابهات , إستطاعت إحداهن إحتوائهن وسكب مشاعرهن علي الورق , وإقتطعت في النهاية وريقات صغيره نثرتها في الهواء عليهن , تزاحمن من الاسرع في التقاط مشاعرها , سقطوا واحدة تلي الاخري وبيد كل منهن جزء من شظايا احساس
فضحته بالحبر الاسود تلك السيدة التي ايضا تشبههن , فأصبحن أمام بعضهن عاريات الحقيقة , دون اذلال ولا اسرار ولا خوف , فمن يبحث في احداهن عن رفيقته الغائبة بين السطور عليه اولا ان يجد جزء الوريقة الذي يخصها
متشابهات نحن النساء حتي في التعبير عن مشاعرنا ,, أذهلتني هذه القصاصات من تدوينة الكاتبة أحلام مستغنامي , فهي ليست إمرأه لكنها مجموعة من النساء , أنا واحدة منهن بعثرتني علي سطورها المتعرجة دائما بقامة خنجرها الازرق اللون وسط الصفحات فوجدت نفسي بين هذه السطور دون استأذان
*************

أحلام مستغنامي .. فوضي الحواس
دوما
بين الرغبات الأبدية الجارفة ..والأقدار المعاكسة.. كان قدري.
وكان الحب يأتي ، متسللاً إلي، من باب نصف مفتوح، وقلب نصف مغلق.
أكنت أنتظره دون اهتمام، تاركة له الباب موارباً. متسلية بإغلاقه نوافذ المنطق؟
قبل الحب بقليل، في منتهى الالتباس، تجيء أعراض حب أعرفها. وأنا الساكنة في قلب متصدع الجدران، لم يصبني يوماً، هلع من ولعٍ مقبل كإعصار.
كنت أستسلم لتلك الأعاصير التي تغير أسماءها كلّ مرة، وتأتي لتقلب كلّ شيء داخلي.. وتمضي بذلك القدر الجميل من الدمار

دوماً..
كنت أحبهم .أولئك العشاق الذين يزجون بأنفسهم في ممرات الحب الضيقة، فيتعثرون حيث حّلوا، بقصة حب وضعتها الحياة في طريقهم، بعد أن يكونوا قد حشروا أنفسهم بين الممكن والمستحيل.
أولئك الذين يعيشون داخل زوبعة الحب التي لا تهدأ، مأخوذين بعواصف الشغف، مذهولين أمام الحرائق التي مقابل أن تضيء أياما في حياتهم، تلتهم كل شيء حولهم، جاهزين تماما.. لتلك الّلحظات المضيئة خلسة، والتي ستخلف داخلهم عندما تنطفئ رماد انطفائهم الحتمي.
أحبهم.. وربما كنت أشبههم

منذ البدء، أخذت بجمالية تلك العلاقة الغريبة والمستحيلة، وبذلك الحب الافتراضي الذي قد يجمع بين رجل من حبر وامرأة من ورق، يلتقيان في تلك المنطقة المتلبسة بين الكتابة والحياة، ليكتبا معا ,كتابا خارجا من الحياة وعليها في آن واحد.
أبحث في عينيه عن شيء ما، عن ذكرى.. عن شوق مؤجل، عن بقايا حزن سري، عن حب مات في هذا المكان.

أنا المرأة الجبانة التي لم تبادر يوما رجلا بالكلام، كيف لي أنا أشاغبه، أن أشعل تلك الانارات الصغية التي ستجعله يوقف الكتابة ويقول لي شيئا؟
كم تمنيت لحظتها أن ينطق! ولكنه كان يعبث بي بكلام لا يقال إلا صمتا.. ويدخلني في حالة من الارتباك الجميل.
إحساس ما، كان يقول لي إنني في زمن ما، أحببت رجلا يشبهه أو أنه يشبه تماما رجلا سأحبه يوما.

-أحب قصص التلاقي.. في كل لقاء بين رجل وامرأة.. معجزة ما؛ شيء يتجاوزهما، يأتي بهما، في الوقت والمكان نفسه، ليقعا تحت الصاعقة إياها. ولذا يظل العشاق حتى بعد افتراقهما..
وقطيعتهما، مأخوذين بجمالية لقائهما الأول. لأنها حالة انخطاف غير قابلة التكرار، ولأنها الشيء النقي الوحيد الذي ينجو مما يلحق الحب من دمار.

-أذكر يومها تبعثرنا ارتباكا في تلك القاعة. رحت تحادثين آخر، ورحت أحادث أخرى باهتمام مقصود. أخذ كل واحد منا مكانا في مجلس مختلف، تفاديا لمزيد من الأضواء والأخطاء. ولكننا لم نذهب أبعد من بعضنا بعضا. لقد كنا متقابلين حتى في تجاهلنا المتعمد أحدنا للآخر. لا أعتقد أن تكوني قد اشتهيتني في البدء، ولا أنا اشتهيتك. الحب هو الذي اشتهانا معاً، وحلم ببطلين يشبهاننا تماما ليمثلا دورا على هذا القدر من الغرابة.

علمني الحب
أن لا أصدقه فما استطعت. وعلمني أن أتعرف إليه قبل أن أحتفي به، فما استطعت مازلت أمام
قطار الحب، أرى في كل نازل قدومه، فأحمل عنه أمتعته، وأسأله عن رحلته ,وعن مهنته، وعن أسماء المدن التي مر بها، والنساء اللاتي مررن به، ثم أكتشف وهو يحادثني، أنه أخطأ بين قطارين وجهته.. فأذهب نحو حب آخر، وأتركه مذهولا من أمري جالسا على حقيبته!
كان يستمع إلي بشيء من الاهتمام، الذي قد يكون سببه احتمال أن يكون هو أيضا، في تلك اللحظة جالسا على حقيبته.. دون علمه.
قال : آخر راكب ينزل من هذا القطار .لقد كان الطريق إليك طويلا. بعدي توقفت كل الرحلات.
فلا تنتظري شيئا يا سيدتي.. لقد أعلنتك مدينة مغلقة!

قال : "لا تفرحي.. من الأفضل أن تحبي رجلاً في
حياته امرأة.. على أن تحبي رجلاً في حياته قضية. فقد تنجحين في امتلاك الأول، ولكن الثاني لن يكون لك.. لأنه لا يمتلك نفسه."!
ما زلت في الحياة أحب الرجال الذين في حياتهم قضية، وفي الروايات، أحب الأبطال الذين في حياتهم امرأة.
وكان أجدر بي.. لو فعلت العكس!

اليوم عاد..
هو الرجل الذي تنطبق عليه دوماً، مقولة أوسكار وايلد "خلق الإنسان اّللغة ليخفي بها
مشاعره". مازال كّلما تحدث تكسوه اللغة، ويعريه الصمت بين الجمل.

هوذا، لم يتغير. ما زال يتوق إلى الكلام الذي لا يقال بغير العينين. وهي لا تملك إ ّ لا أن تصمت

كي ينصتا معاً إلى صخب الصمت بين عاشقين سابقين.
بين نظرتين، يتابع الحب تهربه العابث. وذاكرة العشق ترتبك.
مع عاشق آخر، كان بإمكانها أن تخلق الآن ضجة وضحكاً.
أن تختلق الآن للصمت صوتاً، يغ ّ طي على صمتها .أن تخلق الآن إجابة لكل سؤال.
ولكن معه، هي تحتفظ بالأسئلة، أو تطرحها عليه دفعة واحدة، دون صوت، بل بذبذبات صمت وحده يعرفها