كلام فارغ , مرحبا بكم

كلام فارغ , مرحبا بكم

الثلاثاء، 24 أغسطس 2010

قصيدة


أظل كل ليلة أفتش بين الأوراق والكتب عن قصيدة تشبهني  لا أدري إن كانت قد خلقت أم أنني أول من سيبتدعها بين الحروف , فالشعراء صانعي معجزات علي الورق كما أؤمن أن بعضهم ليسوا من البشر تتلبسهم ملائكة الكتابة حتي يصبحوا شيئاً هلامياً لا نلمسه الا من خلال ما يسكبوه علي الورق ,
امس بحثت كثيرا بين ميراث أحد شعرائي المفضلين عن قصيدة قد تتشابة وملامحي لذاك الصباح , لكني فشلت في العثور عليها ربما لم يكتبني أحد الي الأن , وربما لم يعد لديهم ذاكرة تتسع للمزيد من الروايات
وبعد جهود مضنية وساعات طويلة أمضيتها بين قصاصات الورق لم أجد لديهم ما يكتُبني ولا من يحكيني , إستسلمت لجفائهم ونضب مشاعرهم الاجباري بفعل الرحيل , وإكتفيت بالاختيار من هذا التراث الكبير حتي وان كان ما يشبهني منه هو القليل ,
فقررت أن أتلبس أنا أرواح هذه الحكايات , ما لم اعيشه بعد وسط هذا الزحام من المشاعر التي مازالت غريبة عني , وبدأت أنطلق من قصيدة الي أخري , أطلق الأحكام علي من أراه يظلم وأنصف من أشعر بضعفه ,
حتي شعرت بالدوار والحيرة , طريق القصائد لا نهاية له , ولا أدري متي سأنتهي الي الشاطيء الأخر حيث تضع الأقلام جانباُ , وتسكت الروح عن العزف , حيث اعود الي مبتغاي الذي لا بديل عنه مهما تقمصت روح هذه القصيدة أو تلك , فأنا مازلت ابحث عن قصيدتي التي تشبهني والتي إلي الأن لم يكتبها أحد
عدت من جديد حيث إنتعاشة روح هادئة ضربتني عندما وجدت سطراُ لشاعر لا أعرفه , سطراُ وإن كان قليل وليس بحجم قصائد شعرائي , لكنه كان الأقرب دائما لما أبحث عنه ,
قرأت سطره المرسوم علي لوحه بيضاء , تفاءلت , ومضيت بشغف انتظر سطرا أخر جديد , لأضعة بجوار الأخر والأخر أنتظر ما يجود به علي من سطره الجديد ,
كان السطر هذه المره مرسوم جيدا مرتب الأحرف مثل لوحه تجمعت فيها كل الالوان لكن خلفيتها كانت سوداء , عدت لقراءه السطر الجديد بعدما تخلصت من سحر اللون الاسود علي عيني ,
لكن السطر هذه المره كان طويلاُ وغريباُ , لم يعد يشبهني في شيء , تحول دون إستأذان الي قصيدة طويلة من مائة شطر , هي الأخري ما عادت تشبهني , كانت مرثية تخص فارس حزين , وأميرة لاأدري من اين أتت بكل هذه القسوة وكيف يخزن لها هذا الفارس النبيل كل هذا الصبر وكل هذه الذكري ,
أقسمت ان العودة لدواوين شعرائي المفضلين , والاغراق في درب أبطالهم اللامنتهي , وان كان لا يشبه دربي , لكنه أفضل من سطر يشبهني اليوم , ويتنكر مني غداً