كلام فارغ , مرحبا بكم

كلام فارغ , مرحبا بكم

الخميس، 21 يوليو 2011

نزاريات


  
مختارات من بستان النزاريات 


ممنوعة أنتِ



أغطيتي بيضاء ..
والوقتُ والساعاتُ والأيامُ كلها بيضاءُ
فهل من الممكن يا حبيبتي

أن تضعي شيئاً من الأحمر فوق الشفة الملساء
فمنذ شهرٍ وأنا أحلمُ كالأطفال أن تزورني
 فراشة كبيرةٌ حمراء
أطلب أقلاماً فلا يعطونُني أقلام ..
أطلب أيامي التي ليس لها أيام
أسألُهم برشامةً تدُخلني في عالم الأحلام ..
حتى حبوبُ النوم
قد تعودت مثلي على الصحو فلا تنام

 إن جئتني زائرةٍ
فحاولي أن تلبسي العقود والخواتم غريبة الأحجار
 وحاولي أن تلبسي الغابات والأشجار 
وحاولي أن تلبسي قبعةً
مفرحةً كمعرض الأزهار
فإنني سئمت من دوائر الكلس
ومن دوائر الحوار
ما يفعلُ المشتاق يا حبيبتي ..
في هذه الزنزانة الفردية
وبيننا الأبواب والحراسُ ..
والأوامُر العرفية
وبيننا أكثر من عشرين ألف سنةٍ ضوئية

ما يفعلهُ المشتاق للحُب
وللعزف على الأنامل العاجية ..
والقلبُ لا يزال في الإقامة الجبرية
لا تشعري بالذنب يا صغيرتي ..
لا تشعري بالذنب
فإن كل امرأةٍ أحببُتها ..
قد أورثتني ذبحةً في القلب

 
***************
يا سيدتي 


 
يـا ســـيِّـــدتـــي
كـــم أتـمـنـى لـــو سـافـرنــا
نـحـو بــلادٍ يحكـمـهـا  الجـيـتـارْ.
حـيــث الـحــبُّ بـــلا أســـوارْ
و الـكـلـمـات بــــلا أســــوارْ.
و الأحــــلامُ بــــلا  أســــوارْ.
يـــــــــا ســـيِّـــدتـــي





لا تَنشَغِلـي بالمستقـبـلِ, يــا سيـدتـي
سوف يظـلُّ حنينـي أقـوى ممـا  كـانَ
و أعــنــفَ مــمــا  كانْ
أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. فـي تاريـخ  الـوَردِ
و فــــي تــاريــخِ  الـشـعْــرِ
و فـي ذاكـرةَ الزنـبـق و  الريـحـانْ


***************
 
يوميات إمرأه

لماذا في مدينتنا ؟
نعيش الحب تهريباً وتزويراً ؟
ونسرق من شقوق الباب موعدنا
ونستعطي الرسائل
والمشاويرا

لماذا في مدينتنا ؟
يصيدون العواطف والعصافيرا
لماذا نحن قصديرا ؟
وما يبقى من الإنسان
حين يصير قصديرا ؟

لماذا نحن مزدوجون
إحساسا وتفكيرا ؟
لماذا نحن ارضيون ..
تحتيون .. نخشى الشمس والنورا ؟
لماذا أهل بلدتنا ؟
يمزقهم تناقضهم
ففي ساعات يقظتهم
يسبون الضفائر والتنانيرا
وحين الليل يطويهم
يضمون التصاويرا
 
***************


رسالة الي رجل ما من امرأةٍ حمقاءْ



يا سيّدي !
أخافُ أن أقولَ ما لديَّ من أشياءْ
أخافُ ـ لو فعلتُ ـ أن تحترقَ السّماءْ
فشرقُكم يا سيّدي العزيزْ
يصادرُ الرسائلَ الزرقاءْ
يصادرُ الأحلامَ من خزائنِ النساءْ
يمارسُ الحَجْرَ على عواطفِ النساءْ
يستعملُ السّكينَ .. والسّاطورَ ..
كي يخاطبَ النساءْ ..
ويذبحُ الربيعَ ، والأشواقَ ، والضفائرَ السوداءْ
وشرقُكم يا سيّدي العزيزْ
يصنعُ تاجَ الشرفِ الرفيعِ .. من جماجمِ النساءْ

لا تنتَقِدْني سيّدي ..
إنْ كانَ خَطّي سيّئاً ..
فإنّني أكتبُ .. والسيّافُ خلفَ بابي
وخارجَ الحُجرةِ صوتُ الريحِ والكلابِ
يا سيّدي !
عنترةُ العبسيُّ خلفَ بابي
يذبحُني .. إذا رأى خِطابي
يقطعُ رأسي ..
لو رأى الشفّافَ من ثيابي ..
يقطعُ رأسي .. لو أنا
عبَّرْتُ عن عذابي ..
فشرقُكمْ يا سيّدي العزيزْ
يحاصرُ المرأةَ بالحرابِ ..
وشرقُكم ، يا سيّدي العزيزْ
يبايعُ الرجالَ أنبياءً
ويطمرُ النساءَ في التُّرابِ ..

لا تنزعجْ !
يا سيّدي العزيزَ .. من سُطوري
لا تنزعجْ !
إذا كسرتُ القُمْقُمَ المسدودَ من عصورِ
إذا نزعتُ خاتمَ الرصاصِ عن ضميري
إذا أنا هربتُ من أقبيةِ الحريمِ في القصورِ .
إذا تمرَّدْتُ على موتي . على قبري . على جذوري
والمسلخِ الكبيرِ ..
لا تنزعجْ يا سيّدي
إذا أنا كشفتُ عن شعوري
فالرجلُ الشرقيُّ .. لا يهتمُّ بالشِّعرِ ولا الشُّعورِ
الرجلُ الشرقيُّ ـ واغفرْ جُرْأتي ـ
لا يفهمُ المرأةَ إلا داخلَ السريرِ ..


***************

إختاري

إختاري الحبَّ.. أو اللا حبَّ
فجُبنٌ ألا تختاري..
لا توجدُ منطقةٌ وسطى
ما بينَ الجنّةِ والنارِ.. 
إرمي أوراقكِ كاملةً..
وسأرضى عن أيِّ قرارِ..
قولي. إنفعلي. إنفجري
لا تقفي مثلَ المسمارِ..
لا يمكنُ أن أبقى أبداً
كالقشّةِ تحتَ الأمطارِ
إختاري قدراً بين اثنينِ
وما أعنفَها أقداري 
مُرهقةٌ أنتِ.. وخائفةٌ
وطويلٌ جداً.. مشواري


غوصي في البحرِ.. أو ابتعدي
لا بحرٌ من غيرِ دوارِ..
الحبُّ مواجهةٌ كبرى
إبحارٌ ضدَّ التيارِ
صَلبٌ.. وعذابٌ.. ودموعٌ
ورحيلٌ بينَ الأقمارِ
يقتُلني جبنُكِ يا امرأةً
تتسلى من خلفِ ستارِ..
إني لا أؤمنُ في حبٍّ..
لا يحملُ نزقَ الثوارِ..
لا يكسرُ كلَّ الأسوارِ
لا يضربُ مثلَ الإعصارِ



***************
 
عيناكِ


سفني في المرفأ باكية
تتمزق فوق الخلجان
ومصيري الأصفر حطمني..
حطم في صدري إيماني
هل أرحل عنك وقصتنا
أحلى من عودة نيسان
أحلى من زهرة جردينيا
في عصبة شعر أسباني
أأقول أحبك يا قمري؟!
.. آه.. لو كان بإمكاني
 





فأنا إنسان مفقود....
لا أعرف بالأرض مكاني
ضيعني دربي...
ضيعني اسمي...
ضيعني عنواني ..
تاريخي ..؟!
مالي تاريخ ... إني نسيان النسيان
إني مرساة لا ترسو...
جرح بملامح إنسان

***************
 
مع بيروتية
 
لم يبقى سوانا .. في المطعم
شال الكشمير .. على كتفيك
يرف حديقة ريحان
يدك الممدودة .. فوق يدي
أعظم من كل التيجان





عيناك  أمامي صافيتان
 صفاء سماء حزيران
وطفولة وجهك مقنعة
 أكثر من كل الأديان

ما دامت مملكتي عينيك
 فإني سلطان زماني
المطعم أصبح مهجورا
وأنا أتأمل فنجاني
ماذا سيكون بفنجاني ؟ 

 غير الأمطار ، وغير الريح 
 وغير طيور الأحزان

تذبحني امرأة من لبنان
 تساوي ملك سليمان
 آه.. يا حبي اللبناني
 آه.. يا جرحي اللبناني
 لا غيرك يسكن ذاكرتي
لا غيرك يسكن أجفاني
قد ماتت كل نساء الأرض
وأنت بقيت بفنجاني

  
***************
زيديني عِشقاً 

 
نوَّارةَ عُمري، مَروحتي
قنديلي، بوحَ بساتيني
مُدّي لي جسراً من رائحةِ الليمونِ..
وضعيني مشطاً عاجياً
في عُتمةِ شعركِ.. وانسيني 

 



أنا نُقطةُ ماءٍ حائرةٌ
    بقيت في دفترِ تشرينِ
زيديني عشقاً زيديني
يا أحلى نوباتِ جنوني
من أجلكِ أعتقتُ نسائي
وتركتُ التاريخَ ورائي
وشطبتُ شهادةَ ميلادي
وقطعتُ جميعَ شراييني...

 




***************
 
طوقِ الياسَمينْ
 
هذا المساءْ..
بحانةٍ صُغرى رأيتُكِ ترقصينْ
تتكسَّرينَ على زنودِ المُعجَبينْ
تتكسَّرينْ..
وتُدَمدمينْ..
في أُذنِ فارسِكِ الأمينْ
لحناً فرنسيَّ الرنينْ
لحناً كأيّامي حزينْ

وبدأتُ أكتشفُ اليقينْ
وعرفتُ أنّكِ للسّوى تتجمَّلينْ
ولهُ ترُشِّينَ العطورَ..
وتقلعينَ..
وترتدينْ..
ولمحتُ طوقَ الياسمينْ
في الأرضِ.. مكتومَ الأنينْ
كالجُثَّةِ البيضاءَ ..
تدفعُهُ جموعُ الراقصينْ
ويهمُّ فارسُكِ الجميلُ بأخذِه
فتُمانعينْ
وتُقَهقِهينْ
لا شيءَ يستدعي انحناءَكَ
ذاكَ طوقُ الياسمينْ



***************
 
أتحبني ؟

عام مضي وبقيت غاليةً
لا هنتي أنتٍ ولا الهوي هانا
إني أحبك كيف يمكنني
أن أشعل التاريخ نيراناً
وبه معابدنا جرائدنا
أقدام قهوتنا زوايانا
طفلين كنا في تصرفنا
وغرورنا وضلال دعوانا
كلماتنا الرعناء مضحكة
ما كان أغباها وأغبانا
فلكم ذهبت وأنتٍ غاضبة
ولكم قسوت عليكٍ أحياناً
فلربما إنقطعت رسائلنا
ولربما إنقطعت هدايانا
مهما غلونا في عداوتنا
فالحب أكبر من خطايانا
هذا الهوي نار بداخلنا
ورفيقنا ورفيق نجوانا
طفل ندارية ونعبده
مهما بكي معنا وأبكانا
أحزاننا منه ونسأله
لو زادنا دمعاً وأحزاناً
هاتي يديكٍ فأنتٍ زنبقتي
وحبيبتي رغم الذي كانا
أتحبني؟


***************
مدرسة الحب




علمني حبك أن أحزن
وأنا محتاج منذ عصور لآمرأة تجعلني احزن
لأمراه ابكي فوق ذراعيها مثل العصفور
لأمراه تجمع أجزائي كشظايا البللور المكسور
علمني حبك سيدتي أسوء عادات
علمني افتح فنجاني في الليلة آلاف المرات
وأجرب طب العطارين واطرق باب العرافات
علمني أن اخرج من بيتي لأمشط أرصفة الطرقات
وأطارد وجهك في الأمطار وفي أضواء السيارات
والملم من عينيكِ ملاين النجمات
يا امرأة دوخت الدنيا يا وجعي يا وجع النايات
أدخلني حبك سيدتي مدن الأحزان
وأنا من قبلك لم ادخل مدن الأحزان
لم أعرف أبداً أن الدمع هو الانسان
أن الانسان بلا حزن .. ذكري إنسان





***************
 

الحب المستحيل


أحبك جدا
واعرف ان الطريق الى المستحيل طويل
واعرف انك ست النساء
وليس لدي بديل
واعرف أن زمان الحبيب انتهى
ومات الكلام الجميل
لست النساء ماذا نقول..
احبك جدا..

احبك جدا وأعرف اني أعيش بمنفى
وأنت بمنفى..وبيني وبينك
ريح وبرق وغيم ورعد وثلج ونار.
واعرف أن الوصول اليك..اليك انتحار
ويسعدني..
أن امزق نفسي لأجلك أيتها الغالية
ولو..ولو خيروني لكررت حبك للمرة الثانية..
يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر
أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر
أحبك جدا واعرف أني أسافر في بحر عينيك دون يقين
وأترك عقلي ورأيي وأركض..أركض..خلف جنوني



أيا امرأة..تمسك القلب بين يديها
سألتك بالله ..لا تتركيني
لا تتركيني..
فما أكون أنا اذا لم تكوني
أحبك..
أحبك جدا ..وجدا وجدا وأرفض من نار حبك أن أستقيلا
وهل يستطيع المتيم بالحب أن يستقيلا..
وما همني..ان خرجت من الحب حيا
وما همني ان خرجت قتيلا
 







أحبك جداً
وأعرفُ أني تورطتُ جداً
وأحرقتُ خلفي جميع المراكبْ
وأعرفُ أني سأهزُم جداً
برغم أُلوف النساء
ورغم أُلوف التجاربْ
أحبُكِ جداً ... !
وأعرفُ أني بغابات عينيكِ وحدي أحاربْ
وأني كـُكل المجانين حاولتُ صيد الكواكبْ

وأبقى أحبُك رغم اقتناعي
بأن بقائي إلى الآن حياً
أقاوُم حبُك إحدى العجائبْ
أحبُكِ جداً ... !
وأعرفُ أني أُغامر برأسي
وأن حصاني خاسرْ
وأن الطريق لبيت أبيكِ
محاصر بألوف العساكرْ
وأبقى أحبُك رغم يقـيـني
بأن التلفُظ باسمكِ كفر
وأني أحاربُ فوق الدفاترْ
أحبُكِ جداً ... !
وأعرفُ أن هواكِ انتحارْ
وأني حين سأكمل دوري
سيُرخى علي الستارْ
والقي برأسي على ساعديك
وأعرفُ أن لن يجـئ النهارْ
وأقنعُ نفسي بأن سُقُوطي
قـتيلٍ على شفـتيك انتصارْ

أحبُكِ جداً !
وأعرفُ منذُ البداية بأني سأفشل
وأني خـلال فصُول الرواية سأقـتل
ويحُمل رأسي إليكِ
وأني سأبقى ثلاثين يوماً
مُسجـى كطفلٍ على رُكبتيكِ
وأفرح جداً بروعة تلك النهاية
وأبقى أحبُكِ
أحبكِ جداً ... !!!


 
***************ღ 

الاثنين، 18 يوليو 2011

ضاربة الوَدَع


تصيبني حرارة الجو عادة بموجة عصبية مثل التي تصيب الرجال عند أفتضاح أمر خيانتهم أمام النساء , هربت من ضجر البيت الكئيب الي هدوء الشارع الحذر , أمشي تسيطر علي أفكار تدفعني للمضي أكثر نحو طريق لا أعلم وجهته , تمردت علي المقاهي التي كنت ارتادها عادة مع الاصدقاء أو منفردة أبحث عن شيء ما داخلي , لم تعد تجذبني المكتبات بهدوءها المشوب بالترقب والتلصص علي عناوين الكتب التي يطالعها بكذب قراء لم يأتوا الا لمراوغة حديث لم يكتمل مع صديقاتهن , أعمتني طوعاً ظلمة صالات السينما التي تتستر بعتمتها علي خيبات كثيرة يفضحها سهو خاطيء اسمه القدر , لم أحتمل انعكاس صورتي المتكرر في زجاج واجهات المحلات التي حاولت أضاعة الوقت بمطالعتها , لم أكن ارغب في رؤيتي بعد , كنت أهييء نفسي فقط لهذا اللقاء , فلم أجد سبيل سوي الجلوس علي رصيف الحياة .

شدني صوت إمرأه بينما كنت أبحث عن رصيف هاديء بعيد عن الانظار وعن ضجيج المارة , لم يفاجئني الصوت قدر ما فاجأتني العبارة التي تتفوه بها تلك المرأه , ضاربة الوَدَع .

 لم أصادف من قبل ضاربة وَدَع الا في حكايات الروايات أو في مشاهد الافلام , ايقنت ان الحظ هو ايضاً قد تخلي عن صورته القديمة وأصبح علي حال أفضل من مجرد خضوعه بين يدي ضاربة الوَدَع .

دون تفكير جلست بجوارها صامته كانت تتطلع الي ويداها تجمع أصداف ملونه ترسو فوق قمة من الرمال الصفراء , تنتظر من يتلو عليها أسراره,لكني خيبت ظنها فأنا لا أملك تلك الاسرار التي ترضي غرورها , اقتربت جلستي من ضاربة الوَدَع دون ان أنطق بحرف لكن نظراتنا تقابلت عندما كنت أطالع خلسه تكوين تلك الاصداف فوق الرمال .

سألت نفسي في صمت , كيف لتلك الاحجار أن تفهم , أن تشعر , أن تتجاوب مع أفكارنا , كيف لها أن تتحمل ثقل أسرار البشر دون أن تثقل و تشي بها سوي لشخص واحد , ضاربة الوَدَع .

حاصرتني نظراتها الفضولية و دعتني كي أقترب منها اكثر , فعلت وأنا مازلت متمسكة بصمتي ونظراتي متعلقة بترنيمة الأصداف التي بدت أشبه بسيمفونية أختلطت فيها كل الالات دون تنظيم مسبق , جمعت المرأه الوَدَع بيديها وأخذت تدلكه ثم ألقته أمامي , وسألتني مبتسمة , طالعي حظك !!!!!

عن اي حظ تتحدث تلك البلهاء !
أومأت رأسي اليها بالرفض وجاوبتها في هدوء يائس , إني لا أؤمن فيكٍ !!!
قالت : اذاً انتٍ لا تؤمنين بالقدر!!!
جاوبت : أنتٍ لستٍ القدر وما بين يديكٍ مجرد أوهام خائبة تزرعيها كما شئتٍ في عقول البائسات والعاجزين !!!
قالت : لم أنتٍ هنا إ ن لم تؤمني بي لما أتيتٍ الي هنا ؟!!!
جاوبت :  فقط  كي أراقب ضلالك ووشايتك وهواجسك للأخرين !!!
نظرت الي نظرة إستعلاء وتهكم وكأني دون أن أهمس الي تلك الأصداف وبإبتسامة واحدة ,, أفتضح أمري .
ضحكت لي بفم نصف مفتوح ضحكة استفزتني وقالت : كاذبة !!!

لم أهتم لحديثها معي ولم أهتم بمواصلة الجدل بيننا , كنت أرغب فقط مثل الأطفال في كشف لعبة قديمة سمعت عنها الكثير لكني لم اصادفها سوي للمرة الأولي , رجعت الي جلستها الاولي وعدلت من هيئتها وتجاهلت وجودي الي جوارها , وعاودت ندائها تستجدي المارة لمطالعة أسرارهم , وصاحت بصوت مُنغم " الوَدَع " .

تعلقت نظرتنا في الماره وبدأ صوتها يتعالي من جديد بعدما فقدت الأمل في ملاحقة أسراري , وانتظرنا معاً مرور أول الزبائن علينا .

كانت تقترب من العشرين لم أعطها أكثر من تلك السنوات التي ظهرت علي ملامحها الهادئة رغم السواد الذي ألقي بظلاله علي جفونها , خمنته سواد الحزن أو الشقاء , تلك الفتاة التي أطلقت يديها وغيبت هقلها وخدرت مشاعرها ودربت افكارها لمصادقة تنجيم ضاربة الوَدَع واستسلمت دون تمرد كما لم أفعل أنا , إلي وشوشات الأصداف , كانت أول المارات علينا أول من كشفت الي الوَدَع  أفكاره وشاركه أوهامه السرية , تأملت وجه الفتاة بعمق وبدأت أسجل في خاطري رواية التنجيم التي ستبصرها ضاربة الوَدَع ..

ولم أخطيء فكل الأفكار التي خطرت ببالي واجهتها بها المُبصرة , لم أهتم لمضمون الحديث قدر إهتمامي بفراستي في كشف ماوراء الأسرار دون أن ألمس الوَدَع , كما هي فعلت , شعرت للحظة بالتفوق عليها , ورغبة مني لإمتهان الأمر دون أن المس الوَدَع 

مر زبون جديد وقد تملكتني سعادة كبيرة , شعرت انه يقصدني تلك المرة دون سواي, لكنه خذلني وذهب صوباً يكشف عن حظه مع ضاربة الوَدَع  ,تجاهلت خيبتي وغبائه الامنتهي , كنت أستطيع مساعدته دون أن ألمس الوَدَع , لكنه صوب أرادته كان يركض مسرعاً , وليتها كانت حقاً إرادته , لم تخيب صديقتي ومنافستي ظنوني , فهو حقاً كان يركض ولكن صوب طيفه يحاول التنصل من خياله , وارتداء عباءه فضفاضة يظهر من خلالها منتشي أطول قامة وأقل قيمة

لم أكن في حاجة لتلك الصدفة الصماء ربما يحتاجها خائب الرجاء , لكن ما وضعه الله في من بصيرة وتبصر يفوق قدرات الف ساحر ومائة منجم وعشرون مثل صديقتي الجديدة ضاربة الوَدَع 

   وشاية ( احببت جداً جلسة الرصيف وربما أكررها ذات يوم ) . ربما


الجمعة، 8 يوليو 2011

أسماء الخيانة


المـمـرّ - لوحة للفنانة السوريالية كاثـريـن سيـج

أسماء , كانت تنتمي لنوع الفتاة البريئة المنقرض , لم أكن أعرفها قبل أن يقدمها الي صديقي الحميم علي أنها حبيبته الحالية , وهي بالطبع لم تكن علي علم بسوابقه , كنت انا الشاهدة الاجبارية التي وضعها دستور الصداقة دائما الي جانب تجارب صديقها , كنت رفيقة فشله , في كل طعنه كانت تصيبه من امراه , يزداد توحشاً ويفقد قدراً كبير من حنانه .
جاءني صديقي ذات مرة ويديه تعانق يد تلك الفتاة نحيفة البدن والعقل معاً , كانت تفوقه طولاً وحديثاً , غير انني لم ارغب ان اتودد اليها تلك المرة ولم اكن بحاجة لمعانقتها كما هي فعلت , لا ادري ماذا أصابني لكنها علي الاغلب روائح اشلاء النساء التي خلفتها تجارب صديقي وانا الي جواره انتمي , غثيت مرات من رائحة الخيانة التي ابصرها دوماً بعيني , كان صديقي الوسيم رجل لكل النساء لا منتمي سوي لرغبته في الانتقام من نساء لم تسيء اليه سوي واحدة منهن , كانت جرحه النازف الي يوم الدين , والسهم الذي أمسك به متحججاً ليصيب براءة باقي النساء .
جاءت اسماء ولم اتفهم برود مشاعرها الغريب وهي الي جوار صديقي لم اشأ مصادقتها لأني حتماً إن تقربنا سأكون أنا ضحية هذه القصة قصيرة الاجل , فأنا دوماً الي جانب صديقي الخائن , ولم أشأ ان أنتصر للمرأه علي حساب تلك الصداقة , ربما قد أخون شرف كوني من نفس الفصيلة التي تجبرني أن أدافع عن أي أنثي دون ان التفت لخسائر تلك المعركة التي لم ادخلها سوي شاهدة لا محاربه , هي من عليها ان تحارب وليس انا , ولكن كيف لمحارب ان يعتلي جواده ويبحر الي ارض لا يعرفها والي زمان لا يدركه عقله , ويجابه عدو غير مرئي , الا بوشاية جاسوس أو بتحضير مارد جبار , أو ان يفقه جيداً طبائع الرجال الخائنة علي الدوام .
وقعت أخلاقي في ورطة هل أخون صديقي وافشي عادته في خيانة النساء وانقذ تلك الاسماء , أم أتركها لحاسة شم الخيانة التي تملكها كل امرأه , فهي حتماً سوف تنشط مع الوقت وتزيح عنها غيبوبة الحب المزيف هذا .
رأيتها منساقة نحو جرف منحدر من المشاعر محاطة بجدار شاهق من العمي , لو أصبتها بقذيفة تحذيرية لكانت سترد في وجهي قذيفة أخري من الشتائم واللوم والتكذيب , ايقنت انها حقاً سعيدة ببلاهتها في حب صديقي الخائن , ماذا تفعل لامرأه بلهاء سوي أن تبتسم في وجهها وتجلس صامتاً !!
 

جلسنا ثلاثتنا يخفي كل منا حديثه في صدره وتبادلنا حكايات تافهه ترسم بسمة مزيفه علي وجه كل منا , فهي ذات يوم ستعلم ان حبيبها رجل لكل النساء , بالتأكيد ستعلم عندما يمارس عادته ويتركها من أجل امراه اخري حمقاء