كلام فارغ , مرحبا بكم

كلام فارغ , مرحبا بكم

الثلاثاء، 24 أغسطس 2010

قصيدة


أظل كل ليلة أفتش بين الأوراق والكتب عن قصيدة تشبهني  لا أدري إن كانت قد خلقت أم أنني أول من سيبتدعها بين الحروف , فالشعراء صانعي معجزات علي الورق كما أؤمن أن بعضهم ليسوا من البشر تتلبسهم ملائكة الكتابة حتي يصبحوا شيئاً هلامياً لا نلمسه الا من خلال ما يسكبوه علي الورق ,
امس بحثت كثيرا بين ميراث أحد شعرائي المفضلين عن قصيدة قد تتشابة وملامحي لذاك الصباح , لكني فشلت في العثور عليها ربما لم يكتبني أحد الي الأن , وربما لم يعد لديهم ذاكرة تتسع للمزيد من الروايات
وبعد جهود مضنية وساعات طويلة أمضيتها بين قصاصات الورق لم أجد لديهم ما يكتُبني ولا من يحكيني , إستسلمت لجفائهم ونضب مشاعرهم الاجباري بفعل الرحيل , وإكتفيت بالاختيار من هذا التراث الكبير حتي وان كان ما يشبهني منه هو القليل ,
فقررت أن أتلبس أنا أرواح هذه الحكايات , ما لم اعيشه بعد وسط هذا الزحام من المشاعر التي مازالت غريبة عني , وبدأت أنطلق من قصيدة الي أخري , أطلق الأحكام علي من أراه يظلم وأنصف من أشعر بضعفه ,
حتي شعرت بالدوار والحيرة , طريق القصائد لا نهاية له , ولا أدري متي سأنتهي الي الشاطيء الأخر حيث تضع الأقلام جانباُ , وتسكت الروح عن العزف , حيث اعود الي مبتغاي الذي لا بديل عنه مهما تقمصت روح هذه القصيدة أو تلك , فأنا مازلت ابحث عن قصيدتي التي تشبهني والتي إلي الأن لم يكتبها أحد
عدت من جديد حيث إنتعاشة روح هادئة ضربتني عندما وجدت سطراُ لشاعر لا أعرفه , سطراُ وإن كان قليل وليس بحجم قصائد شعرائي , لكنه كان الأقرب دائما لما أبحث عنه ,
قرأت سطره المرسوم علي لوحه بيضاء , تفاءلت , ومضيت بشغف انتظر سطرا أخر جديد , لأضعة بجوار الأخر والأخر أنتظر ما يجود به علي من سطره الجديد ,
كان السطر هذه المره مرسوم جيدا مرتب الأحرف مثل لوحه تجمعت فيها كل الالوان لكن خلفيتها كانت سوداء , عدت لقراءه السطر الجديد بعدما تخلصت من سحر اللون الاسود علي عيني ,
لكن السطر هذه المره كان طويلاُ وغريباُ , لم يعد يشبهني في شيء , تحول دون إستأذان الي قصيدة طويلة من مائة شطر , هي الأخري ما عادت تشبهني , كانت مرثية تخص فارس حزين , وأميرة لاأدري من اين أتت بكل هذه القسوة وكيف يخزن لها هذا الفارس النبيل كل هذا الصبر وكل هذه الذكري ,
أقسمت ان العودة لدواوين شعرائي المفضلين , والاغراق في درب أبطالهم اللامنتهي , وان كان لا يشبه دربي , لكنه أفضل من سطر يشبهني اليوم , ويتنكر مني غداً 

السبت، 21 أغسطس 2010

مراهقة


كان إسمها مثل وصفها , جميلة الملامح والروح , كالمهرة التي خرجت لتوها من سجنها الي حياة شاسعة لم تكن تبحث فيها الا عن من يعوضها فقدانها اشيائها الضائعة ومشاعرها المراهقة التي لا تزال تنبت في ارض خصبة ,
جميلة , زميلتي في المدرسة كانت وستظل في ذاكرتي رغم اننا تباعدنا بفعل نزوات الزمن الذي مهما حاولنا أن نفهمه أو أن نفك شفراته العجيبة , سنبقي أمامه نحن الخاسرين وهو الأقوي دائما في مبادلتنا أحلامنا بما يفرضة هو علينا , شئنا أم أبينا.
صاحبت هذه الجميلة الطفولية في رحلتها المراهقة طوال عام كامل دائماً يسموه عمر المراهقة , رغم انني دائما كنت أعيش مراهقة مختلفة عن جميع صديقاتي , وأراقب افعالهن العاطفية وحكاياتهن التي دائماً تنتهي بالدموع , ومازلت اتذكر دموع الكثيرات منهن لحظة إختلال علاقتهن مع هذا أو ذاك , رغم صغر أعمارنا لكني كنت أشعر بطبيعتي المختلفة عنهن , ولا أدعي التعقل ولا الوعي أكثر منهن
لكن لم تكن مشاعري تحتمل عواقب الخوض في مثل هذه الرحلات العاطفية التي تستنزف تدريجياُ مشاعر الأنثي بعد الفشل المؤكد لنهاية كل مغامرة , كنت استمتع بمراقبة صديقاتي والاستماع بإنصات الي حكاياتهن المختلفة , ومازلت اتذكر الي الان اسماء عشاقهم المتجولين دائماً حول أسوار المدرسة , ولكن جميلة كانت مختلفة , فهي رغم شرودها العاطفي والذي أجده طبيعياُ ومبرراُ لما كان يحيطها من ظروف اجتماعية قاسية , الا أنها كانت مثالاُ للبراءة والطفولة والنقاء
إجتذبتها شخصية مدرس اللغة العربية الذي يكبرها ويكبرنا جميعا  نحن طلابه في الصف , بعشرات السنين , كانت ترسم صورة لوالدها التي حرمت منه علي وجه هذا الأستاذ , كانت دائمة السكوت في حضرته , دائمة الحركة عندما يغيب أو يتأخر  تبحث عنه , كانت تتزين أكثر وأكثر رغم جمالها الطاغي علي جميع الحضور , أذكر يوماً وقفت تروي لي مشاعرها تجاه هذا الاستاذ , لم أكن أستمع إليها بقدر ما صدمني الحنين الذي كان يطل من عينيها , ولكن الحنين الي ماذا , هل هو الي الحب او الي الإهتمام او التخلص من الوحدة ,
عينيها الباسمة الجامحة لمعايشة الحب بمثل هذا النقاء والصدق , أشهد اني لم ولن أراها ثانية في عيني أي إمراه حتي ولو كانت مشاعرها لم تلوث بعد ,
بعد هذا الفيض من المشاعر الذي واجهتني به جميلة وهي ما تزال في مرحلة التكوين , جعلني اسأل نفسي أكثر من سؤال , هل أبالغ في توصيف مشاعر جميلة , وهل لو رأيتها ثانية بعد مرور كل هذه السنوات , هل سأري كل هذا الحب الصافي مره اخري في عينيها , أم أنه ذهب مع العمر الذي ذهب هو الأخر دون عودة
حين رجعت بالذاكرة لأفكر بالطرف الأخر , هل كان حقاُ يشعر بمشاعر جميلة , أم أنها كانت مثل كثيرات يتهافتن علي هذا الأستاذ , كعادة المراهقات في مثل هذا العمر , مرت علينا طوال هذا العام مواقف عديدة لم أكن أضعها في بالي أو أنتبه اليها , لم تكن تشغلني ولم أكترث لتحليلها , لم أكن انشغل مثلهن للأسف بوسامة هذا الاستاذ وخفه ظل تلك الاستاذ ولا بعبق هذا الاستاذ ,
شاغلي كان أكبر من كل تلك المغامرات الفاشلة علي الدوام , أو ربما كنت اريد أن ادخلها من باب أخر , باب لا أكن أنا فيه الطالبة وهم فيه الأستاذ , أما جميلة فستظل في ذاكرتي هي رمز لعمر المراهقة الطفولية , والتي بدأ نقائها يتلوث مع الوقت , فالاطفال لم يصبحوا في عصرنا أطفال وعمر المراهقة بدأت مفرداته تتغير ,والصورة بكاملها تكسرت ولم يبقي منها سوي رماد

الثلاثاء، 17 أغسطس 2010

باريس



باريس , مدينة الحياة , رأيتك في المنام , إمرأه في قمة جمالها ترتدي فستان عرس تزينه نجوم السماء , وعلي رأسها تاج من نور أشد سطوعاً من ضوء القمر الباهت في حضرتها , والسحر يطل من عينيها الشامخة المتوثبة ,
استقبلني ضخب المدينة التي لا تنام بإبتسامة هائجة أفقدت افكاري توازنها , وأعادت الي صور ذكريات رسمتها في مخيلتي قبل أن أراكِ ,
وأقسمت اني مهما إمتد بي العمر سوف أجسدها ذات يوم فوق هذه الأرض العنيدة , في كل شارع وزاوية و بين كل سماء وحديقة تطل علي مدينة النور والنار ,
تلعثمت قدماي في البداية وباتت مشوشة نحو وجهتها , فالقائمة تطول والحنين أطول , يمتد بعمر إشتياقي اليها , ولكن بالنهاية استقرت خطواتي نحو نهر السين ,
وقفت علي ضفتيه انتظر المعجزة التي يهديها الي هذا التاريخ مثلما أهداها لملايين المحبين من قبلي , هذا القرين الذي ضربت الارض بحثاُ عنه وكان أخر مرفأ لي , بين يدي هذا النهر الذي شهد علي قصص لا نهاية لها
فهل سيبخل علي بها , وانا التي قطعت من عمرها مسافات لا اتذكر عددها كي أصل الي هذه اللحظة وانا هنا واقفة أمامه استرجيه واهديه امنيتي والقي خطابي علي سطحه عله يصل يوما أينما يكون قريني ,
إختطف بصري هذه القمة الشامخة التي رغم بساطه تصميمها الا انها هي الاخري تمتلك حسناُ أخر عن كونها مجرد جماداُ يجذب نظرات القادمين الي ارض النور , وربما قد يبدوا برج ايفل عادياُ لولا وجوده في باريس , فهي فقط من تمنحه هذا الجمال
باريس التي جئت اليها من الشرق متلهفه كي أري فيها مدينة احلامي و ابحث فيها عن سحر أخر لا ينتمي لسحر الشرق , لكنها كالعادة مدينة المفاجأت كسرت بداخلي هذا التأمل عندما جذبتني رائحة أجدادي , فها أنا انفصل عن تقمصي للروح الباريسية الخالصة وأعود طواعية الي إنتمائي عندما وقع بصري في ميدان الكونكورد علي المسلة الفرعونية ذات الهيبة الملكية المصرية , شعرت حينها اني أقف عند نقطة ارتكاز للعالم ,
نعم فهي باريس , في كل خطوة تدقها تشعر وكانك في بلد أخر , وفي عصر أخر , خليط غريب وتركيبة نادرة يستحيل معايشتها سوي في مدينة السحر هذه ,
وعلي بعد أمتار من مسلة أجدادي نفضت عن جلدي وهج التاريخ الذي ارغب في وضعه الأن جانباُ لأستمتع بجو أخر لا أنتمي إليه ولا ينتمي الي في شيء , و لم أكن أعرفه من قبل سوي من خلال قصص المجانين , عفوا قصص الأدباء , فهم أخطر المجانين ابداعا ,
يصعب علي اي عاشق لباريس ان يدون في ذاكرته تفاصيل هذا المدينة وهو بداخل سيارة مسرعة يطل علي ما تطوله عيناه دون تأمل , ولكن ان إستطعت ان تجوب شوارعها طولا وعرضاُ سيراً علي الأقدام , ستشعر انك كفرت عن كل ذنوبك لذلك منحك الله متعه لا نهاية لها بدخولك هذه الجنة التي لا تشبهها أي مدينة أخري حتي وإن كانت أجمل منها ,
مقاهي الرصيف وحي الاسواق الشانزليزية والرسامون المبعثرون في الميادين والشوارع العامة , الكتب النادرة علي ضفاف نهر السين , روضة لم اشهد مثلها من قبل , ذهبت اليها وجلست استمع لعزف احد الموسيقيين المتجولين , لم أكن استمع اليه فقط بل كنت اشاركه العزف , طيور كثيرة جاءت لتشرب من فوق سطح هذا النهر العذب الحانه , طيور بيضاء واخري ملونة ,
جلست وحدي اتأمل هذا الفراغ المهيب , وهذا الجمال الغريب الغير مبرر والذي لا أعرف سببه , لكني ابصره في هذا المشهد الا متكرر , ربما هي صورة طبعتها  عيناي سابقا وقررت أن ارسمها عند زيارتي الاولي لباريس , وقد فعلت الأن
 

ولكن ماذا أفعل بهذا المنبه السخيف الذي دائما يفسد علي حياتي الأخري ويعيدني الي ما لا اريد , فلم استطع إكمال زيارتي فمازال اللوفر في انتظاري ونوتردام التي اثارت شغفي لسنوات , سأدمر هذا المزعج كي أستريح

الأحد، 15 أغسطس 2010

عقلانيون



اللوحة احدي تحف  الفنان الفرنسي اوجست رينوار
عقلانيون , يجلسون علي مقاعد خشبية متجمدة اتخذوها جلودا لاجسادهم المفتتة بفعل جفاف المشاعر الذي يعانون منه ,
وعيونهم التي التصقت بعقارب الوقت الذي لاينتهي ولا ينضب لكنه يستنزف نظراتهم في كل دقه ويهديهم شحوبا يطبع علي وجههم المثير للشفقة
ولكن ما هي هذه الفلسفة العقلانية التي تصعد بنا الي الايمان الكامل بضرورة التنحي عن التفكير بواسطة المشاعر ,
 واعمال العقل بشكل كامل وتحويلنا دون وعي الي ماديات متحركة علي الارض بفعل الطاقة العقلية التي قد نضلها او نفقدها يوما ما لأي سبب كان , وما الذي سيهدينا الي ضالتنا وقتها ان كنا قد خسرنا ترتيبات العقل المنظم وايضا خسرنا حدس المشاعر الفوضاوي
أراها من السخافات التي وصلنا اليها وانتشرت حولي بكثرة , التفكير بالمنطق وحده قد يخلف ورائه جمود رتيب في التعامل اليومي مع حياتنا التي من المفترض ان تكون حياة ابدية
كثيرات فضلن حياة العقل علي حياة المشاعر , وقد تحولن جميعا الي اجساد لا تنبض فيهن الروح الباسمة التي تعودت ان اراها في وجوههن من قبل , ثم تيبست الاجساد وأصبحن جميعهن أصنام لا تنطق ولا تتحرك ولا يصدر عنها رد فعل لما يرتكبه الاخر في حقهن
ايضا من اخترن حياة المشاعر مازالوا يعانون قسوتها وجفائها وندرة ان تجد الاخر الذي يؤمن بها مثلك 
ولكن أن نحيا علي امل ان تضربنا عاصفة تمحي هذا الجفاء عن مشاعرنا حتي وان لم نشفي منها ابدا  , اهون من ان نحيا متيبسن , اجساد بلا روح , يفتتنا الوقت حتي نصبح رمادا منسياً

الثلاثاء، 10 أغسطس 2010

لماذا ؟

لماذا يلحد المثقف ؟
عندما طرحت هذا السؤال من فترة علي نخبة من الاصدقاء للمناقشة الايجابية فيما بيننا تلقيت منهم اجابات عديدة ومتباينه ,
حول مفهوم الالحاد وحقيقة ارتباطة بالانسان المثقف أو بشكل اعمق , الشخص الذي وصل الي مرحلة معينه من امتصاص نوعية ما من الثقافة
وربما مفهوم الالحاد بشكله المباشر المتعارف عليه يعد نعت قاسي جدا لا استطيع ان اعممه ولا حتي ان اتهم به احدا , لكني استخدمه مجازا  لتوضيح ظاهرة شغلتني كثيرا في الايقاع بإسبابها بين يدي
في البداية وقبل ان اطرح عليهم السؤال الذي شغل بالي كثيراُ وضعت فرضيات من مخيلتلي ربما تدور حولها الاجابة التي تخرج مني ,
- حرية الابداع علي سبيل المثال بمعناها الصحيح تتطلب افقا لا محدودة من التفكير و الاستنتاج والتعمق فيما وراء ما تسميه الاديان بالثوابت المتجمدة والتي لا تقبل المساس بها
- تكبيل العقول منذ الصغر وتحديد اقامة الرغبات التي من الممكن ان تتعارض مع ما هو سائد سواء في التربية الاخلاقية او في الطقوس الدينية المتوارثة , ولا اعني بالطقوس الدينية سوي العادات الاجتماعية المتاصلة في وجدان أجدادنا ونقلوها لنا عبر زرعها في نفوس ابائنا دون إعمال العقل أو منحهم فرصة للإختيار حتي أصبحت تمثل لديهم عقيدة خاصة تحتل مكانة أكبر من إنتمائتهم الدينية
-التأثر بثقافة الأخر والتي قد تناقض ثقافتنا , ولكني أشعر ان مفهوم الثقافة بشكل عام مفهوم عام لا ينتمي الي شعب بعينه ولا لطقوس محددة ننتهج منها ما يرتقي الي أذواقنا , فمفهومها بشكل عام قد يكون :
الاطلاع بشراهة والتأثر العقلاني والاستنتاج والاختيار وفيما بعد يأتي الإبتكار او الاختلاف , اذا فإلقاء اللوم علي التأثر بالاخر ليس الا دليل عجز أقنعنا به أنفسنا تدريجيا حتي وصل الي مرحلة تقترب من اليقين ,
 هذا اليقين الذي كنا نرفض الاعتراف بوجوده من البداية

فوبيا


لا أدري إن كنا نحن المصريين فقط هم من يعانون من هذا الهاجس الذي أصبح فوبيا شعبية انتشرت بيننا حتي أصبحت مظهر إجتماعي وعلامة مؤكدة اننا مجرد قطيع تحركه الرياح دون إعمال العقل ودون ابداء الرغبة , أم أنه سمه عامة انتشرت بين الشعوب العربية منذ سنوات
فوبيا العنصرية في التصنيف الشكلي للتدين الذي أصبح ظاهره أكثر من باطنه بمراحل , وسهل علي الكثيرين اتخاذ المظهر الديني ستاراً لهم ومكانة يحفظها المجتمع ويقدرها عن غيرهم او عن المختلفين عنهم حتي وان كانوا علي نفس الدين
لكن الشاكلة لم تقتصر فقط علي معتنقي الدين الواحد اللذين أصبح ما يسموه المظهر الاسلامي دستوراُ معمول به فيما بينهم يشكل من وجهة نظرهم المبرر الوحيد للتمييز بين ابناء دينهم وبين الاخر ,
رغم انهم لو ابتعدوا قليلا عن هذه النظرة المتعصبة واطلعوا علي ثقافة الاخر المنبوذ دائما منهم علي انه مخطيء , لوجدوا تشابها كبيرا فيما بينهم , هذا التشابة المتناقض يسقط عن أفكارهم فورا محدودية التفكير في تصنيف معتنقي الاديان المختلفة من خلال الصور المطبوعة في الذاكرة التي بثها فينا المجتمع لنلهث وراء توثيقها او ادانتها او تبنيها او بالمعني الدارج , نلاقي حاجة نتلهي فيها بعيد عنهم
ففي الاديان الثلاثة يعد مظهر اطالة الذقن علي سبيل المثال من الطقوس الدينية التي ارتبطت بالاديان السماوية الثلاثة , وليست فقط الاديان السماوية التي ارتبطت بهذه الصفة الشكلية , اللا دينيين ايضا يتصفون كثيراَ بهذا المظهر , فكيف نستطيع تحديد هوية هذا البشري لمجرد ان ذقنه طويلة ؟
الحجاب ايضا أصبح واحداُ من هذه المظاهر الاجتماعية , لا الدينية , والتي تعد واحدة من الوسائل التي تصنف بعنصرية متخلفة ديانة النساء .
هذا الهاجس لم يقتصر فقط علي معتنقي الدين الواحد الذي ينادي بإرتداء الحجاب , لكن هذا الهاجس الشكلي ( الذي لا يرتبط مطلقاُ بالدين) ولا اعني ارتداء الحجاب لكن ما اعنيه هو تصنيف ديانة النساء حسب ما يرتدينه , امتد هذا الهاجس ليصبح ظاهرة عامة لا ترتبط بأفكار دينية قدرما ترتبط بأفكار إجتماعية امتدت لبصر الاديان الاخري عن الصورة التي رسمها البعض عن المرأه المسلمة او التي يجب ان تكون مسلمة أصيب المجتمع بالكامل بهذا الهاجس و أصبح مفهوم الاسلام لديه مقتصر علي ارتداء المرأه للحجاب ودون ذلك فهو غير مسلم , يا سلام !!!!!!!!!!1

الأربعاء، 4 أغسطس 2010

طقس

تلومني أمي كثيراُ للعداء الكبير الذي أكنه ضد ممارسة طقوس الطبخ المفروضة علي جنس النساء بالفطرة , ومع الضغط المتكرر الذي يقع علي كلما اتنقل بين القنوات التليفزيونية التي لا يشبعها تقديم برنامج واحد يدربنا علي قضاء وقت أطول في اختراع اكلات طويلة المدي في صنعها وبالطبع كما هو متعارف عليه في جلسات النساء الفضفاضة اللذين يتخذون جدران المطبخ مأوي لهن ليل نهار يتصارعون وكأنهن داخل حلبة قتال من منهن أطيب صنعاُ , فدائما لا اجد خيار اما ان تتملكني العصبية في تغيير الموضوع الي حوار اكثر أهمية عن مما سنتاوله اليوم او غدا أو اترك المكان مستسلمة ليأسي في تغيير أفكارهن الي هوايات اخري أكثر نفعاً لكن التركيبة السرية لنساء مجتمعنا تستطيع كبح اي محاولة لتغيير متطلباتهم , فأنصرف عنهن مهزومة قبل أن تتلبسني افكارهم وأصحو في يوم اجد نفسي فيه نسخة مكررة منهن تضاعفت كراهيتي لهذا الطقس السخيف الذي يسرق من عمر النساء الكثير من الساعات التي يمكن لهن استثمارها في تحرير قارة بأكملها , فهل هن علي يقين انهن لم يخلقن في الحياة لممارسة هذا العمل وحده ؟ لا ادري ربما رواسب مجتمعنا المحبط دائما لأي نفعية تأتي سواء من المرأة أو الرجل هو السبب الاساسي في ترسخ هذا الفكر الذي ارتبط بقوة بواجبات المرأه تجاه الرجل
علي العلم من أن أشهر طباخي العالم هم من الرجال وليس النساء
 فالافكار اليومية التي تجتاح عقل كثيرات هي ابتكار الجديد والمدهش الذي قد يثير إعجاب زوجها حتي يستدرجه لعابه عند طرقه لباب المنزل يسأل نفسه 
يا تري طبخة ايه انهاردة
أصبح طقس إعداد الطعام وسواس يعبث في ذهن الكثيرات كونه أداة للسيطرة علي الجنس الأخر من ناحية ومن ناحية أخري يعد شرط عقيم لنجاح أي علاقة بين أثنين

أنبذ هذه الفكرة حد الكره بعدما فرضت نفسها بقوة علي عقول بنات جنسي , لكن الفكرة تذوب تدريجياً عند إعمال العقل والقلب معاُ فهذا الفرض الذي اصبح قهري وارتبط بفكرة الزواج يمكن أن يتخذ صورة أكثر إيجابية لو نزعنا عنه صفة الفرضية الإلزامية , وأعطته النساء أبعاداُ أكثر شاعرية يمكن أن تذيب هذا الجفاء السميك بين ممارسة هذا الطقس اليومي وبين إستمالة عقلنا إالي إعتباره نوعاُ من الروتين التافه الذي لو استسلمت له النساء وصبت كامل طاقتها فيه , ستذوب بين جدرانه الأربع وينقطع أوصالها بالمجتمع بعدما يولد لديها هاجس يومي يتحول مع الوقت الي ادمان
ولننقذ أنفسنا من هذا الصراع الغير متكافيء بين عادة يومية يمكن ان تقضي بأي وسيلة لا تشغل بالنا ولا تستحق أن تؤرقنا , فلا سبيل الا ان نقتنع ان الزامنا بها لا مبرر له سوي انها حالة من العشق والدلال تدسة النساء بيديها لترضي به من تحب , زوجها , أبنائها , أقاربها

أغنية




احيانا تبقي أغنية ما عالقة بذاكرتنا لفترة , لا نفهم لماذا إرتبطت بمخيلتنا الي حد ترديدها مراراً رغم اننا قد نكون خارج اطار الحالة التي تعبر عنها الاغنية ,
ربما نعايش هذه الحالة دون ادراك او وعي تام , فأغنية ما قادرة علي فضح احساس قد يكون خفي علي صاحبه
لا يهم ان كنا نبتسم لها او نهرب منها او نبحث فيها عن معني مفقود في حياتنا ,
أمس نزفت أعيننا دماً وحرقت أنفاسنا الأخضر واليابس عندما مرت حروفها علي مسامعنا
أما اليوم نتراقص علي انغامها ونهوي وسط الالحان الناعمة التي يلمس شذي عبيرها دائما منطقة مفقودة من مشاعرنا
وربما غداً سنستقبلها ببرود اليأس الذي تسلل الينا تدريجياُ يوم تلو الأخر
نحاول فض هذا الاشتباك وقطع اوصال إمتزاج خيالنا بالاغنية , لكن الهاجس يولد في كل يوم هاجس جديد
وتبقي علي السنتنا دائما حروفاُ لأغنية 

الأحد، 1 أغسطس 2010

ايزابيل


 لماذا في مدينتنا نعيش الحب تهريبا وتزويرا
ونسرق من شقوق الباب موعدنا ونستعطي الرسائل والمشاويرا 
نزار قباني


شرقيتنا التي تتبني إخماد المشاعر وخصوصا عند المراة , تحرم عليها الانطلاق بمشاعرها البسيطة او الماكرة علي حد سواء
فما ان تحاول واحدة منهن التنصل من هذا الطوق الحديدي الذي نسجه المجتمع حولها وجمله بشريط من الحرير ,اسماه عادات شرقية
تقذف بوابل من رصاص الكلمات والنظرات والاتهامات التي تنهي علاقتها بمن حولها وتقضي علي اي دافع لها في التصدي والدفاع عن حقها الشرعي في التعبير عن مشاعرها ولو بمجرد كلمات
فيولد بداخلها الخوف والخجل المتزايد من مواجهة الأخر , وتلجأ الي الهروب من المواجهة والاستسلام المبكر والذي تتصف به الكثيرات 
وتسعي الانثي لارتداء هذه الصفات التي ترضي من حولها وتبرزها امرأه علي قدر بالغ من التهذب الذي يبصم عليه المجتمع ان هذا هو النموذج الامثل الذي يجب ان تتحلي به الاخريات
ودون ذلك هن جريئات , متمردات , متطرفات , وقحات , وربما عاهرات
الخوف من جنس أدم , علي الاكثر يولد عندنا بالفطرة ويتربي فينا تدريجياُ , فالام تخاف غضب زوجها وتسعي لارضائه وان لكمها كل صباح تعود ثانية تمسح حذائه
أما الاخت فترتدي حجابها وثيابها الطويل خشية بطش الاخ الاكبر لها وتمسح ما لطخته علي وجهها عند باب البيت خشية الصفعة المنتظرة
, أما الخوف من الوقوع في الخطأ , فيولده داخلنا تراكم ثقافة وتربية مجتمعنا الذي يدس لنا اكسير الخوف في الهواء , فأين المفر , اما الاختناق بالحرية او الاختناق بالخوف


ايزابيل
صعقتني حمي قراءة روايات صديقتي ايزابيل الليندي , منذ سنوات التقيتها لأول مرة وكانت ايزابيل ترتدي ثوب الز سوميز , تلك الفتاة التي تضرب اعظم مثل عن مفهوم كينونة المرأة , ولا ابالغ لو ادعيت انها كانت اشد من انواع عديدة من الرجال في رحلة لا منتهية نحو ارض السراب
قابلتها مرة اخري وكانت هذه المرة تستكمل الرحلة ولكن بداخل رداء اورورا التي خرجت من برواز صور عتيق متهالك تستكمل رواية قصص اجدادها نحو ارض السراب
عدت مرة اخري الي معشوقتي التشيلية فعادة كانت تصدمني بما تنثره علي بسطورها وسطوتها في امتلاك قدرة غير عادية علي تحويلي لاحدي بطلات رواياتها
لكن هذه المرة عادت لتروي لي مأساة رحلة لن تعود منها بإبتسامتها الملائكية بعدما فقدت جناحها الايمن , ابنتها باولا , ولكن الي جانب هذه الفاجعة التي قد تفتك بعزيمة اي ام لاستكمال حياتها بشكل طبيعي
عادت ايزابيل بقوة لا تضاهيها قوة محارب في ارض المعركة , استكملت الحديث عن حياتها المليئة بمغامرات فتاة اسطورية , لا يمكن تخيل وجودها في الواقع
ربما في واقعنا الشرقي , الذي يحرم حتي الاعتراف بالخطايا , فما بالنا ان كان الانسان لا يري في خطاه خطأ , بل مزاجية دفعته الي الاعتداد بحرية غير مشروطة
صدمتني الجرئة الا محدودة والا مخجلة التي روت بها ايزابيل مغامراتها مع الرجال , وخياناتها الزوجية لوالد ابنائها , في شموخ لا ادري ابعادة ولا مبرراته , تروي اشهر كاتبات العالم الجديد علي قراءها دون خجل ولا خوف تفاصيل حياتها التي قد لا تعجب ولا ترضي البعض
اذا فالخوف الذي يكمن في نساء شرقنا هو مجرد احساس مكتسب , زجه داخلنا مجتمعنا القائم علي القوة الذكورية التي ترهب قدرتنا حتي علي الأعتراف اننا نحب
فما اقسي ان تعترف امرأه بكل هذه الاحداث أمام ملايين البشر من مختلف الثقافات بكل فخر دون مواربة او خجل ,
ايزابيل , منحتني تفاصيل حياتها المتشعبة قوة كبيرة للتحرر من هذا الخوف , اطوق ان امنح مثيلها لكل نساء الأرض

طفولة

أحب هذه الصورة كثيراُ , أشعر فيها ببراءة تستطيع ان تخمد إجتياح العمر الثقيل علي كاهلي
تبرز من ملامحها طفلة تشبهني , وتظل تعبث بمخيلتي حتي تفقدني السيطرة علي وقاري , فأتمادي معها في استيعاب معني الذكري بالنسبة للانسان
الذكري لا تتلاشي مع الوقت ولا تبقي في مخزن افكارنا في جانب مظلم ,
احيانا تكون ذكري مؤلمة أو حزينة ,واحيانا اخري تكون سعيدة لا يشوبها غبار التعقل الذي يجتاحنا فيما بعد ويقلل من متعتنا ببراءة الحياة
 برغم تفاوت المشاعر التي تدسها ذكري الطفولة بين جنباتنا بخباثة رائعة وناعمة تجعلها خالدة الي الأمد البعيد
تبقي ظهر لنا يحمينا كلما لعبت بنا رياح الصبا والشباب وتغير افكارنا وتطرف افعالنا وتبدد اخلاقنا وعثرات مشاعرنا المتتالية
فهي عند البعض , بل عند الجميع محطة يقف عندها الانسان منحنياً لابتسامة إجبارية ترسم علي شفاهه كلما تطلع الي صورته الصبيانية التي يطل بها من مرحلة ملائكية , تفرض فيها الحرية نفسها علي جميع تصرفاته
فالحرية التي نتمتع بها في طفولتنا تفوق الحرية التي قد نكتسبها في صبانا , اي بعدما ننضج و تتكون شخصياتنا وافكارنا واتجاهاتنا , ونستميل الي وجهه محددة , تكون بحد ذاتها شرنقة نتقولب فيها بارادتنا وايماننا الكامل بها
اما حرية الطفولة فهي انطلاق دون فكر او رأي او مذهب , الحرية للحرية فقط

كلمات

احيانا تسيطر علينا أفكار ومشاعر تحاول البحث عن طريق تتحرر منه 
تنمو او تموت , تطير او تختنق , تتجدد او تتلاشي , لا يهم ماذا سيكون مصيرها
المهم ان تخرج من عنق كادت تخنقه الكلمات التي لا تقال والتي تحولت الي هاجس كبلها عن ممارسة ابسط طقوس الحياة
احيانا لا تكمن القيمة في الكلمات قدرما تكمن في المشاعر