كلام فارغ , مرحبا بكم

كلام فارغ , مرحبا بكم

الأحد، 25 ديسمبر 2011

السطر الثاني ..إن بعض الظـن رجـل




 

لستُ ثرية بما أملك .. ثرية لأنك تملكني


أطبقت ورقة صغيرة ورديه اللون علي هذه الجملة التي إنتقتها بعناية فائقة من بين أسطر وصفحات عدة من كتب الغزل والروايات الرومانسية،كان أول خطاب حب مقتضب تكتبه علي الإطلاق،و كان الأخير ايضاً .


تري أهكذا نبدأ كتابة الروايات، هل ستعجب حقاً بتلك السطور التي قررت أن أقتل ذكراك فيها حتي لا تراودني من جديد كلما رأيتك،لم أكتشف النتيجة بعد،لكن لا محال سأجرب من الأن أودعك علي الورق، عل الوداع يصيب هذه المرة.


قالت ومازال يحالفها التردد بين العودة الي الصمت المفتوح علي مزيد من الصمت، وبين مراوغة الذات التي كانت تصرخ منتفضة كلما تكرر إسم المحتل الذي عاد ليستعمر قلباً كان دوماً له .
لم يكن سوي مشروع رجل مثالي، هكذا أنتم أيها الرجال في بداية كل رواية، وتسألون اين الخطأ،الروايات تتجني علينا والكاتبات يضطهدن شرقيتنا.


وأنا لم أكن لك سوي سيجارة إستنجدت بها لتغيبك عن ماضيك،أشعلتها ورسمت بعبير دخانها سحابة ممطرة من الحنين، الذي كلما يزيدك جاذبية وتوهجاً  ، تزداد هي إحتراقاً وفناء ، بارع أنت سيدي في الرسم علي الهواء .


عذراً لم تكن من المدخنين اعرف ..

أنت دوماً تتأنق كالقديسين ..

في كذبة واهية أنك .. أخر ..

وهل حقاً أصبحت مريضة بك ؟!

تسألني وكأني بدعه تحاول ترميم أخلاقها، أنت الصواب ودونك كافر..

تري هل وأد الأحلام خطيئة نحاسب عليها في الأخرة كما النفس ؟!

أخترت مصحتي التي سأغتسل بها منك ، لا .. ليس قبل أن أقتلك إنتقاماً علي الورق..

أحقاً هذا أنت !

وقد غيرت منذ عرفتك تفاصيل الأشياء،وقلبت كل خططي العكسية في مواجهة شراسة الهجمة الأولي التي لا يتورع القلب عن منازلتها حتي تحطمه.

أحقاً هذا أنت !

وقد فتحت منذ عرفتك بوابة العصور ابحث عن اسم ملكي يليق بهيبتك أمنحك اياه، فلم تعد في العربية حروفاً تشبهك .

لا حياة لإمرأه دون أن يداهم تفاصيلها ..  رجل ..  وإمرأه  وثالثهما رواية .

رجل يضع مفاهيم الرجولة بين كفيكِ، وأخر يقلبها ويبعثرها أمام عينيكٍ ،وأخر يسرقها ولا يعود اليكٍ.
وإمرأه إجبارية يفرضها عليكٍ ، شريكة له في أحلامكٍ .

ستصبح يوماً في مستودع للذاكرة ، كالأرض الجرداء لا يسكنها الا صفير الهواء .

عثرة ، وسط تجاربنا التي قد لا تحصي وسط هطول الذكريات، ستبقي شهقة القلب راسخة كالحجر فوق الصدر، تكون الأولي او العاشرة ، لا يهم التقويم ، يهمنا ما خلفته بنا من تهشيم .

ظننتك وبعض الظن أمنت بأنك أكبر أثامه، أنك كالشهاب ، يمر دون أن نشعر به، ويترك لنا بريقه الذي يضيء الروح بنوره الخادع ..

ظننتك وبعض الظن أنت ، كوكب لم يكتشفه علماء الفلك، كوكب أفلت من عقال مجره بعيدة لا تنتمي الي مجرتنا الكاذبة،التي لا تفرز الا الكواكب العقيمة الاخلاق جرداء المشاعر،التي تتحطم ذاتياً عندما نكتشف بها نقص.


ظننتك والظن أكبر إثماُ من القتل .. الويل لي ..إن بعض الظن رجل ..





السطور لم تنتهي .. يتبع ..