كلام فارغ , مرحبا بكم

كلام فارغ , مرحبا بكم

الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

لسـتُ بكـاتبـة


معظم الكُتاب اللذين قرات لهم،وإن لم يكن جميعهم كانوا مفتونين بعاصفة الكتابة التي كانت تضربهم وهم علي شفا كارثة جديدة تبيد ذاكرتهم،كانوا دوماً يعشقون الهروب الي حضن الورق والاختباء بين ضلوع السطور،حتي أصبحوا عظماء الروايات التي تبهر مسامعنا،غيروا كثيراً من تاريخ ثقافات أوطانهم،أحبهم حد الهوس ولا أشبههم،ولا أبالغ لو تمنيت أن تمسسني صاعقة أرواحهم ولو لبضع أيام..ساعات..دقائق، أسرق تلك الهدية التي لا يخص الله بها الا عباده طاهري السريرة، الكاتب لا يعدوا حراً في فضاء الابداع الا عندما تمتليء جوارير أفكاره ويتصاعد غليان مشاعره حتي ينفجر مثل البركان ويدمر سكون الأوراق بفوضي كلماته.

أليست الكتابة كالحب،هدية نجدها فيما لا نتوقع العثور عليها ؟ ، كثيراً ما تأخذني هذه العبارة لأحلام مستغنامي،التي لا أخفي سيطرتها الكاملة علي حواسي، الحب كالكتابة هدايا وعطايا من الله يهب ملكها لمن يصفح عنه وينزعها ممن لا يرتقي الوصول اليها، .. ظلماً أحلام وضعتيهن معاً في كفة وكأنهن أقطاب تتنافر لا يؤمن كل منهم بلقاء الأخر،وهم في الحقيقة وجهان لعملة واحدة،ذكرتيها في جملة تالية " ما خلقت الروايات الا لحاجتنا الي مقبرة تنام فيها أحلامنا المؤؤدة"، الكتابة أم الحب ، واحدة هدية والأخري معجزة لن يدركها الا عباد الله المخلصين، وما أكثر فجائعنا التي لا تحتملها ضمة القبور ، بل تحتاج لبحار شاسعة تدفن بها.

اليست الكتابة كالبركان الذي يضمر في جوفه لعشرات السنين أكوام من اللهب الخامد ، ينفجر حتماً عند أول هزه أرضيه مباغته،خالفت كل توقعات علماء الأرصاد وأطباء القلب،اليس الحب كمثل هذا البركان الخامد والكتابة هي الانفجار الأول له،حتي وإن هدات من روعه حبات مطر مراوغ تدخل ليفض الاشتباك ، فإحترق.

لا ادري لماذا أسعي الي تعلم الكاتبة، سوي أني لم أتخذ هذا المنحي حتي بعد الإنفجار الأول الذي لا أملك ذاكرة لتفاصيله لكني حتماً قاومت عدة هزات أرضية وعدد من الانفجارات المتتالية حتي خمد نشاطه وبدات الحمم تسري  في وريدي حتي النخاع،حتي تيبست عظامي و لم أعد أشعر بحرارة النار ولا برودة الأمطار،صدقاً لا خيال،وقفت بخطا ثابته فوق هذه الأرض البركانية اتصدي لتوابع هزات الشوق المباغت كالمارد الصنم لا حيله لي سوي إزاحة رأسي عن أي عاصفة رعدية تحاول الإقتراب من هذا الصب الهش.

أكـره الكتـابة ، نعم! وأهرب منها دوماً ، وإن لقبوني بما ليس في .. أعلنها، لسـتُ بكـاتبـة.

تستمر أحلام في خداعي حيث تستفزني لغتها المنمقة رغم تملصي منها لا يسعني الا ان اركض خلفها كالبلهاء ولا يسعها سوي محاصرتي أينما خٌدعت تثير في نفسي حفيظة النقص الذي أسعي بهمه الي مواربتها عن الناس، لا أريد أن أكتب أيها الأحلام ، إبتعدي أنتي وأزهارك التي تغرسيها في قلبي حتي أدمنت عبق الهوي.

يصعقني عطر أخر سدد في وجهي كل طرقات الفرار" ما خلقت الروايت الا لحاجتنا الي مقبرة تنام فيها أحلامنا المؤؤدة"، قطعاً كانت تعنيني بهذه الجملة أكثر من غيري.. ليس لحبي المفرط في قراءة الروايات ،لكن لفرط الأمال المؤؤدة، ولفرط ما أمنت أننا خلقنا لنجمع خيباتنا بعد مرور الزمن في روايات،لكن ليس كل البشر يستحق الكتابة، ولا يجيد فن الحكي،وأنا منهم، لكني وقعت أسيره في فخ الانفجار الحتمي والاختلاء بالقلم، وإن كنت أكره الكتابة .. فما أشد وقع الألم.

إتخذت قراراً إنتحارياً بمعاشرة القلم، لن أدخل في صومعة ولن أرتب هيئه الأوراق وأختار ألوان زاهية للأحبار، سأتحرش فقط بالأفكار اينما إغتالتني قسوتها أو أسعدني عبيرها، أرفض طقوس الشر التي يتخذها كل كاتب إستولت عليه شهوة الغرق بين السطور، وكفي أعذار سأبدأ غداً بتشفير أسماء البشر، ما أجمل الروايات، سأهب لمن أشاء وصفه المناسب ، وأمنحهم أسماء من السماء تتطابق مع قلوبهم،سأترك كل منهم يبحث عن حقيقته في مرأة الحدث، عندما يمسكون بالرواية التي سأكتبها من الأن وغداً، أما الأماكن سأجردها من ذاكرتها ومن ماضيها وحاضرها، وألبسها الزمن الذي كنت أصبو أن أحيا به ..

انتظروا غدأ أولي حلقات – عفواً الفصل الأول من رواية لم تكتب بعد .. ولكن .

هل ستختارون معي اسماً يليق بنا، لم أختار بعد اسماً لها ،لم اتخذ بعد القرار هل سأصيغ لكم رواية بوليسية عن مدينة بائسة، أم سأدعي الفروسية وأشرع في كتابة رواية تاريخية، أو سأجعلها رواية سياسية .. تنقصني البطولة ، أم أستمع لنصيحة الحمقاوات صديقاتي العاشقات وأبدأ رواية حب ناعمة ..
قررت أن أحسم الخيار.. سأكتب لكم رواية بائسة ..يعجبني هذا العنوان .. تري هل سيعجيكم الأسم .. 


"رواية هزلية" ..

يتبع ...