كلام فارغ , مرحبا بكم

كلام فارغ , مرحبا بكم

الأربعاء، 15 فبراير 2012

السطر الثالث : لا تعترف بالعيد ؟!.. أم لا تعترف بالحب ؟!




 
قبل أن أبدء بكتابة السطر الثالث من الرواية التي لم تكتب بعد،إستدرجتني الوصية التي عهدت علي تنفيذها ووقعت بحروف أسمي أن ألتزم بها مثل كل البائسات من النساء الاتي تخلين مثلي عن الحفاظ علي عهدهن في تنفيذ بنود "وصية الأحلام" ..

هجرت " الدانوب الأزرق" .. أول القواعد في كتاب النسيان، نقضت الوعد وحولت ناظري الي سيمفونية أخري بلا تاريخ، وبدأت أضع عليها لمسات كاذبة تجمل عازفها وترفع من شأن موهبته الي السماء، في الحقيقة لم تكن السيمفونية بهذا السوء قبل أن يتفاخرعازفها بمساواتي بينه وبين شتراوس.

صار منذ ذالك الحين تتردد ايقاع أوتاره بين التفاخر وجنون العظمة،وتحول حنين ألحانه الي صخب تتصارع فيه فوضي المشاعر التي نبتت بفضل سماعي لها، وانصرافي عن غيرها.

عُدت بعد إنقطاع وتأدب الي " الدانوب الأزرق" أشعلت ذاكرتي تصاعد حركاته وهبوطتها علي السلم الموسيقي، وكأنها تأخذ معها خجل ذاكرتي من مساوتي بينها وبين الأخر، وتهبط بحنين التسامح وكأنها تلامس عذري وتعاتنبي في الوقت ذاته.


"ليس كل من يعزف علي وتر صار قديساً لللحن"، " وليس كل من صنع بخياله جملة موسيقية صار قديساً للشعر"، و" ليس كل من طافت أكاذيب الهوي من حوله صار عاشقاً للحب ".
وجب علي تقديم اعتذار لقديس الموسيقي والشعر وأله الحب ،،


بدأ الفصل الأول من الدانوب الأزرق ينفض عني غبار وهم السيمفونية المزيفة للعازف الوهمي ، وبدأت أستعيد معها حركات الصبايا وهن يرقصن علي موسيقي الفالس مع الفارس الأوحد، يأخذهن جميعاً واحدة تلي الأخري ، يترك هذه ويراقص تلك ، تذكرت أنهن جميعاً كن يرتدن نفس اللون الوردي الذي حينما أبصره علي أجسادهن تستفز مشاعري، فهو لون متردد ليس له تعريف، لون مهجن من لونين، منشق عن أكثر الألوان وضوحاً ، الأبيض المكشوفه نواياه دائماً، والأحمر قاطع النيه غالباً، كم أكره الألوان المترددة..،،


توقفت واسترجعت الصورة التي رسمتها من قبل لهذا الفصل ، وجدت بينهن لوناً قاطعاً لا يقبل التأويل والنسب، الأسود الذي لا يقبل الأضافة ولا الشك في مدي سواده ،، لم أجد في الدانوب الأزرق ضالتي ،، عذراً أحلام .. !
 و لن أعود الي السيمفونية مجهولة التاريخ ،، ذهبت الي أكثر سيمفونيات الحب شراسة ووضوح ،، ردائها الأسود قاطع الصلة بغيره من الألوان ، اللون الأكثر غروراً ومقاومة للحزن ،، .


أقصيت شتراوس مقابل تشايكوفسكي ،، انقسم العهد الي قسمين ،، كما انقسم العمر الي شطرين ،، كما انقسمت الأفكار الي فصيلين ،، كما أنقسمت أرادتنا الي الممكن والمستحيل ،، وانقسمنا نحن فصرنا أضداد لنا ،،!


كان أمس عيد للحب ،، لم أسمع به من قبل ، أهداني رشدي ان هذا العيد خلق لمضاعفة التعاسة في قلوب المحبين ،، فالحب لا يحتاج الي أعياد ،، الحب لا يشغل باله بهذه التفاهات التي تحصره في ساعات يوم ،، انا وانت والطير والسماء والهواء والحب يعشقن الابديه ، يموتن إشتياقاً للحرية ،، فمن ذا الذي يختزل الكون في ساعات ودقائق منقضيه ،، ومعها لم يكن العيد سعيد !!،، تباً لساعات لم تجمعني بك ،، تباً لعيد أوهمني أنك لا تؤمن بالتوقيت القاطع للحب ،، 

أحقاً لا تؤمن بالعيد ،،!!  أم أنك لا تؤمن بالحب ،،!!