كلام فارغ , مرحبا بكم

كلام فارغ , مرحبا بكم

الأربعاء، 4 أغسطس 2010

طقس

تلومني أمي كثيراُ للعداء الكبير الذي أكنه ضد ممارسة طقوس الطبخ المفروضة علي جنس النساء بالفطرة , ومع الضغط المتكرر الذي يقع علي كلما اتنقل بين القنوات التليفزيونية التي لا يشبعها تقديم برنامج واحد يدربنا علي قضاء وقت أطول في اختراع اكلات طويلة المدي في صنعها وبالطبع كما هو متعارف عليه في جلسات النساء الفضفاضة اللذين يتخذون جدران المطبخ مأوي لهن ليل نهار يتصارعون وكأنهن داخل حلبة قتال من منهن أطيب صنعاُ , فدائما لا اجد خيار اما ان تتملكني العصبية في تغيير الموضوع الي حوار اكثر أهمية عن مما سنتاوله اليوم او غدا أو اترك المكان مستسلمة ليأسي في تغيير أفكارهن الي هوايات اخري أكثر نفعاً لكن التركيبة السرية لنساء مجتمعنا تستطيع كبح اي محاولة لتغيير متطلباتهم , فأنصرف عنهن مهزومة قبل أن تتلبسني افكارهم وأصحو في يوم اجد نفسي فيه نسخة مكررة منهن تضاعفت كراهيتي لهذا الطقس السخيف الذي يسرق من عمر النساء الكثير من الساعات التي يمكن لهن استثمارها في تحرير قارة بأكملها , فهل هن علي يقين انهن لم يخلقن في الحياة لممارسة هذا العمل وحده ؟ لا ادري ربما رواسب مجتمعنا المحبط دائما لأي نفعية تأتي سواء من المرأة أو الرجل هو السبب الاساسي في ترسخ هذا الفكر الذي ارتبط بقوة بواجبات المرأه تجاه الرجل
علي العلم من أن أشهر طباخي العالم هم من الرجال وليس النساء
 فالافكار اليومية التي تجتاح عقل كثيرات هي ابتكار الجديد والمدهش الذي قد يثير إعجاب زوجها حتي يستدرجه لعابه عند طرقه لباب المنزل يسأل نفسه 
يا تري طبخة ايه انهاردة
أصبح طقس إعداد الطعام وسواس يعبث في ذهن الكثيرات كونه أداة للسيطرة علي الجنس الأخر من ناحية ومن ناحية أخري يعد شرط عقيم لنجاح أي علاقة بين أثنين

أنبذ هذه الفكرة حد الكره بعدما فرضت نفسها بقوة علي عقول بنات جنسي , لكن الفكرة تذوب تدريجياً عند إعمال العقل والقلب معاُ فهذا الفرض الذي اصبح قهري وارتبط بفكرة الزواج يمكن أن يتخذ صورة أكثر إيجابية لو نزعنا عنه صفة الفرضية الإلزامية , وأعطته النساء أبعاداُ أكثر شاعرية يمكن أن تذيب هذا الجفاء السميك بين ممارسة هذا الطقس اليومي وبين إستمالة عقلنا إالي إعتباره نوعاُ من الروتين التافه الذي لو استسلمت له النساء وصبت كامل طاقتها فيه , ستذوب بين جدرانه الأربع وينقطع أوصالها بالمجتمع بعدما يولد لديها هاجس يومي يتحول مع الوقت الي ادمان
ولننقذ أنفسنا من هذا الصراع الغير متكافيء بين عادة يومية يمكن ان تقضي بأي وسيلة لا تشغل بالنا ولا تستحق أن تؤرقنا , فلا سبيل الا ان نقتنع ان الزامنا بها لا مبرر له سوي انها حالة من العشق والدلال تدسة النساء بيديها لترضي به من تحب , زوجها , أبنائها , أقاربها

أغنية




احيانا تبقي أغنية ما عالقة بذاكرتنا لفترة , لا نفهم لماذا إرتبطت بمخيلتنا الي حد ترديدها مراراً رغم اننا قد نكون خارج اطار الحالة التي تعبر عنها الاغنية ,
ربما نعايش هذه الحالة دون ادراك او وعي تام , فأغنية ما قادرة علي فضح احساس قد يكون خفي علي صاحبه
لا يهم ان كنا نبتسم لها او نهرب منها او نبحث فيها عن معني مفقود في حياتنا ,
أمس نزفت أعيننا دماً وحرقت أنفاسنا الأخضر واليابس عندما مرت حروفها علي مسامعنا
أما اليوم نتراقص علي انغامها ونهوي وسط الالحان الناعمة التي يلمس شذي عبيرها دائما منطقة مفقودة من مشاعرنا
وربما غداً سنستقبلها ببرود اليأس الذي تسلل الينا تدريجياُ يوم تلو الأخر
نحاول فض هذا الاشتباك وقطع اوصال إمتزاج خيالنا بالاغنية , لكن الهاجس يولد في كل يوم هاجس جديد
وتبقي علي السنتنا دائما حروفاُ لأغنية