كلام فارغ , مرحبا بكم

كلام فارغ , مرحبا بكم

الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

انثي إستثنائية

انثي , ولكنها انثي استثنائية لا أعرفها ولكن إكتشفت وجودها منذ فترة قريبة ربما بضع سنوات او بضع شهور أو بضع ساعات , وانا أحاول الإقتراب منها وإقتناص فرصة مناسبة كي اقرائها جيداً وأعرف تركيبة هذا الاكسير الغامض الذي يثيرني فيها وأطوق للحصول عليه يوماً ما
جلست أمامها تماماً وقلت لها إفصحي عما بك اريد ان اقرائكي من خلال حروفك وتعابير وجهك المحتالة علي , فلا عدت أعرف حينما تضحكين كالثوار المنتصرين بعد معركة دامية , إن كانت السعادة تغمرك أو الحزن المتأصل في أعماقك هو الذي يجول بمخيلتك وجعلك تملئين هذا الهواء بعبير ضحكاتك المتواصلة
كما أني إحترت عندما شهدت دموعك الدافئة يستقر بها الحال الي هدوء نفسك ونقاء سريرتك واندثار الدنيا بكاملها من مخيلتك , ففي أعمق لحظات صفائك ابصر إنهيارك , فما عدت أحتمل هذه اللعبة الغير منطقية والتي لم أدرك تفاصيلها بعد ,
وعذراً لتطفل هذه الصورة الجامدة التي بدات تتأكل معالمها بفعل الصدأ , عذراً لإستباحتها صمتك هذا الذي ينتمي لعالم الأموات
ضحكت كثيراُ علي هذه المقدمة الحمقاء التي ألقيتها عليها , في  محاولة مني لمحاصرتها للإجابة دون أن تفكر في إبتكار حيلة تتلخص في ضحكاتها المدوية دون أسباب واضحة يدركها من حولها مثلما عودتنا حينما ترغب في نسيان أمر سخيف
لم تجب بكلمات وإكتفت بنظرة متلاعبة رمقتني فيها بعين ماكرة وأشارت الي بيديها أن أتبعها بصمت دون أن أتفوه بحماقة أخري
بلا شك , إن كانت ستأخذني إلي الجحيم أو إلي المجهول , كنت أيضاً سأذهب معها بلا ريب حيثما تريد , ولكنها أدخلتني في غرفة فارغة لا يوجد بها سوي نافذة تطل علي بحر هاديء يكاد يخلو من الأمواج ,قالت لي أغمضي عينيكي وإسمعي وانسي أني معك لا تذكري شيء في الحياة فقط اذهبي الي هناك
هكذا نطقت أخيراً بعد رحلة طويلة إجتزتها معها كي أسمع منها ما يسر نفسي ويعطيني ولو ملمح بسيط أكتشف منه شخصية هذه المرأة الاستثنائية التي تحيرني
لم ارد ان اغلق عيني ولا أن أدخل في التجربة مثلها ولكن طمعي في معرفة تركيبتها بلغ حده حينما طلبت منها أن تفعل هي هذا الشيء أمامي
ابتسمت لي ابتسامة استهزاء وأغمضت عينيها , لم أسمع انا أي صوت يأتي من أي مكان , بخلاف صوت دموعها التي بدأت تصدم قطرة تلي الأخري بوجنتيها المبتسمتان
زادت حيرتي وشعرت بالملل , لا اريد كل هذه الخطوات اريد النتائج فقط , ذهبت اليها وصرخت بها , إنهي هذه اللعبة وإشرحي لي لماذا تبكين وأنتي أمام هذا المشهد المهيب تغمضين عينيك
قالت من كثرة جماله كنت أبكي , ثم إبتسمت وبدات تضحك ثم تصاعدت ضحكاتها الي ذروتها , فسألتها مرة اخري لما هذه الضحكات , قالت من شدة ألمي وحزني ويأسي
قلت لها لماذا يدعوك إمرأة إستثنائية فمظهرك لكثير من النساء ,
قالت ربما لأن كل شيء إنكسر بداخلي مثل كل النساء , 

الحياة ما عادت تعنيني ولا تؤثر في وأنا بالمقابل معها  نفس الحال لا تشعر هي بوجودي ولا تسمع ضحكاتي ولا تكترث لألمي ولا تكسر يوماً صمتي , فأصبحت
أضحك عندما أشعر أني بحاجة للضحك حتي وإن كنت حزينة , وتدمع عيني عندما تبصر روعة الخالق , فأتشكك إني أخطأت عندما قررت ان لا شيئاً يعد يعنيني بالحياة بعد اليوم سوي ذاتي التي لم تعد ترغب بأي شيء , اللهم الا ما يمنحها الله اياها ,
جاوبتها , هل هذا ما يجعلك إمرأه إستثنائية , قالت لا ولكن عندما تتراكم بداخلكِ العثرات يتولد فيك مع الوقت إحساس مضاد , فلم تعد أسباب الحزن هي المتعارف عليها , ولا الفرح يأتي بالأخبار الساره وهدوء القلب
أنتي إمرأة فلسفية ربما أنتي إمرأة معقدة تركيبتك وأنا أصر عليكِ , قلت لها
قالت , لا تعقيد ولا شعوذات فقط هي الحياة من تبدل الادوار و تبدل ترتيب المشاعر أيضاَ , إن كان ما يحزنك وقع وقت سعادتك سوف تحزنين , وإن كان ما يسعدك وقع وقت حزنك سوف تسعدين
شعرت بالدوار والضيق كدت أسقط من علي المقعد لولا اني اتخذت قراراً بالانسحاب , تركتها دون كلمة أخري , ومضيت أفك طلاسم ما وقع علي مسامعي , تركتها حيث إنتهينا ولا أدري إن كانت ستبقي هناك دائماً أو أنها ستعود حتماَ ذات يوم