كلام فارغ , مرحبا بكم

كلام فارغ , مرحبا بكم

الأربعاء، 29 سبتمبر 2010

أعرف رجلاً ,, بلا مشاعر


إنقطعت عن الكتابة منذ مدة , ولا أعرف لما , هل هجرني الاحساس وأصبحت مثل معظم المحطين بي " صماء " , كـ الاله التي تدور في فلك نظام معين لا تحيد عنه الا عندما تفقد صوابها او ينتحر احد اعضائها
حاولت ان استحضر بعض المشاعر التي تدفعني الي معاودة الكتابة حتي وان كان ما سيصدر عنها كلام فارغ , لكني فشلت في استدعاء هذا الاحساس الذي بدأ يتسرب من بين يدي دون ان اشعر حتي أصابني بالشلل الداخلي واصاب تفكيري باليأس والاستسلام المؤكد
تركت مهمة البحث عن الاحساس المفقود قليلا , وجلست افكر بعمق , هل تستحق المشاعر ان نبحث عنها دائما ونتمسك بوجودها في كل تفاصيل حياتنا حتي وان كانت النهايات دائما تسير عكس رغبتنا,
ام نفرح لأنها بدأت تغادرنا و بدأنا نتخلص من أسرها الذي استنزف الكثير والكثير من أيامنا ,وقبل ان أتخذ قراراً اذا كنت سأتخلي عن الركض للفوز بالمشاعر أو أني سأسعي من جديد لاستحضار هذا الاحساس الذي يمهلني طاقة غير محدودة تجعلني أنظر للدنيا بكل ما فيها علي انها ابسط من أن أعكر صفو مزاجي بسببها فهي في النهاية سترحل بنا
, تركت حالي جانبا فأنا لا أستطيع مراقبة نفسي علي أي حال , لكن اريد ان اري بعيني كيف ستكون الايام في الحالتين , اذا غلبتنا قسوة الحرمان طوال الطريق وأجبرتنا التخلي عن انسانيتنا ومشاعرنا او اذا استطعنا نحن التغلب علي هذا الحرمان وهزمناه قبل ان يجرف دموعنا أنهاراً
أعرف رجلاً بلا مشاعر , هكذا وصفوه لي , كنت أعرفه لكني في الحقيقة لم أكن أعرفه بما يكفي , لم يمهلني الحظ فرصة لأتخطي  حدود احساسه , كنت دائماً أكتفي بما ترمقه عيناي ولا أفكر بما تراه , لا احلل صوته ولا كلماته كان دائماً أمامي نموذج فريد للرجل الشرقي الذي ترسمه كتب الروايات , فارس من زمن لن يأتي أبدأ , هكذا كانت عيني تراه ,
لكن عندما بدات ذاكرتي تنتعش لتستحضر النموذج الذي اريد ان اراقب فيه , كيف تمر ايامه , كيف يبني أحلامه , كيف يصادق , كيف يتنفس , كيف مر ذات يوم من أمامي دون أن أصعق بإحساسه الذي يضعه أحيانا تحت أقدامه وأحياناً بين يديه ومره ضبطته يخرج من عينيه
وردت صورة صديقي سريعا الي ذاكرتي , ووافقت حواسي علي مراقبته , وفعلت ,      ليتها ما فعلت ............!!!!!  ليتها

الأحد، 12 سبتمبر 2010

كان صديقي


طلبت منه أن نرحل , فرفض ومضي مسرعاً حيث كان وكانت , 
 هكذا كان دائماً صديقي  !
لم أعرفه جيداً , لكنه كان دائماً يعرفني ,

وعندما بدأت إكتشافه , صار يجهلني , هكذا أصبح صديقي !
أصبح كل منا يجهل الأخر , تشوشت أفكارنا و إتسعت الغربة بيننا ولم أدري ,
أحقاً كنا في السابق كل منا يقرأ الأخر !! ,

أم أنني مازلت علي جهلي وأميتي في تفسير الأخرين , وعلي نفس حماقتي في خسارتهم !
لم تعد يد صديقي مأوي لحزني , ولا ابتسامته إنعكاس لروحي , ولا صوته شفاء لجرحي ! فلم يعد هناك ,

هكذا رحل صديقي !!
وهكذا كرهت حماقة نفسي !!

الجمعة، 10 سبتمبر 2010

قارئة الفنجان


قلت لها  : كفي عن جلد أذني بهذه الكلمات الحمقاء فلم اعد بحاجة لتناوب حزني بيني وبين هذا الفنجان
جاوبتني : يا حمقاء أنا لم أخترع لكِ قدر , هذا ما أترجمه لك عبر هذه الخطوط المتقاطعة الاتصال كما هي حياتك , فأصمتي وإستمعي الي دون مقاطعة حتي لا أفقد صبري وتهرب طاقتي وأصفعكِ
تصفعيني ! سألتها بإستغراب , قلت لها فلتفعلي إن كان ما تقرائينه علي صحيحاً فحمقاء مثلي تستحق أكثر من هذه الصفعة كي تصدق خرافاتك
نظرت الي ببرودها الذي إعتدت مشاكستة كل صباح بعد تناول هذا الفنجان البائس الذي افرغ بين اركانه كامل غضبي من الدنيا
إبتسمت بهدوء وقالت كفي عن العناد واجلسي فاليوم ليس مثل سابق ايامك معي , اتركي المزاح جانبا وانصتي الي
لم اهتم بما قالته كثيراً رغم ان ملامحها الجدية والمثيرة للاهتمام باتت تخيفني , ولكني جلست امامها دون ان يبدو علي الاهتمام
اذا , هاتي ما عندك ماذا علي الطريق , هل من حزن جديد ؟ هل من ألم جديد ؟ انا علي استعداد تام من الأن , فلم يعد يؤثر في الم او حزن ولا فرح او سعادة , المناعة عندي مضاعفة اليوم
قالت لي بل أكثر ذلك , فشعرت ان حديثها هذه المره يحمل شيئاً من الجدية , قلت لها أعرف هذه النظرة الخبيثة عندما تنظرين بها الي
جاوبتني نعم ولكن ماذا تعتقدين هذه المره , قلت : لست بحالة ذهنية تسمح بالتخمين ,
أطبقت الفنجان وقالت دون مقدمات إستفزازية , إستعدي
قلت لما استعد , نهضت من علي كرسيها بإتجاهي وإنحنت علي كتفي ببطء وهمست لي بنبرة توعد
ستتعثرين به من جديد , ولكن إحذري , قلت لكِ إحذري
نظرت اليها بسخرية , جاوبتها بكل ثقة وبصوت مرتفع : انت الحمقاء لا أنا
أحذر !!!
وقفت أمامها تماماَ قلت لها ألم تقرأين قديماً شعر نزار ؟!!!  فإسمعي :

مازلتِ في فن المحبة طفلة بيني وبينك أبحر وجبال
لم تستطيعي بعد أن تتفهمي أن الرجال جميعهم أطفال
قصص الهوى قد أفسدتك فكلها غيبوبة .. وخرافة .. وخيال
الحب ليس رواية شرقية بختامها يتزوج الأبطال
لكنه الإبحار دون سفينة وشعورنا أن الوصول محال
هو جدول الأحزان في أعماقنا تنمو كروم حوله وغلال
هو هذه الأزمات تسحقنا معاً فنموت نحن وتزهر الآمال
هو أن نثور لأي شيء تافه هو يأسنا هو شكنا القتال
هو هذه الكف التي تغتالنا ونقبل الكف التي تغتال

الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

انثي إستثنائية

انثي , ولكنها انثي استثنائية لا أعرفها ولكن إكتشفت وجودها منذ فترة قريبة ربما بضع سنوات او بضع شهور أو بضع ساعات , وانا أحاول الإقتراب منها وإقتناص فرصة مناسبة كي اقرائها جيداً وأعرف تركيبة هذا الاكسير الغامض الذي يثيرني فيها وأطوق للحصول عليه يوماً ما
جلست أمامها تماماً وقلت لها إفصحي عما بك اريد ان اقرائكي من خلال حروفك وتعابير وجهك المحتالة علي , فلا عدت أعرف حينما تضحكين كالثوار المنتصرين بعد معركة دامية , إن كانت السعادة تغمرك أو الحزن المتأصل في أعماقك هو الذي يجول بمخيلتك وجعلك تملئين هذا الهواء بعبير ضحكاتك المتواصلة
كما أني إحترت عندما شهدت دموعك الدافئة يستقر بها الحال الي هدوء نفسك ونقاء سريرتك واندثار الدنيا بكاملها من مخيلتك , ففي أعمق لحظات صفائك ابصر إنهيارك , فما عدت أحتمل هذه اللعبة الغير منطقية والتي لم أدرك تفاصيلها بعد ,
وعذراً لتطفل هذه الصورة الجامدة التي بدات تتأكل معالمها بفعل الصدأ , عذراً لإستباحتها صمتك هذا الذي ينتمي لعالم الأموات
ضحكت كثيراُ علي هذه المقدمة الحمقاء التي ألقيتها عليها , في  محاولة مني لمحاصرتها للإجابة دون أن تفكر في إبتكار حيلة تتلخص في ضحكاتها المدوية دون أسباب واضحة يدركها من حولها مثلما عودتنا حينما ترغب في نسيان أمر سخيف
لم تجب بكلمات وإكتفت بنظرة متلاعبة رمقتني فيها بعين ماكرة وأشارت الي بيديها أن أتبعها بصمت دون أن أتفوه بحماقة أخري
بلا شك , إن كانت ستأخذني إلي الجحيم أو إلي المجهول , كنت أيضاً سأذهب معها بلا ريب حيثما تريد , ولكنها أدخلتني في غرفة فارغة لا يوجد بها سوي نافذة تطل علي بحر هاديء يكاد يخلو من الأمواج ,قالت لي أغمضي عينيكي وإسمعي وانسي أني معك لا تذكري شيء في الحياة فقط اذهبي الي هناك
هكذا نطقت أخيراً بعد رحلة طويلة إجتزتها معها كي أسمع منها ما يسر نفسي ويعطيني ولو ملمح بسيط أكتشف منه شخصية هذه المرأة الاستثنائية التي تحيرني
لم ارد ان اغلق عيني ولا أن أدخل في التجربة مثلها ولكن طمعي في معرفة تركيبتها بلغ حده حينما طلبت منها أن تفعل هي هذا الشيء أمامي
ابتسمت لي ابتسامة استهزاء وأغمضت عينيها , لم أسمع انا أي صوت يأتي من أي مكان , بخلاف صوت دموعها التي بدأت تصدم قطرة تلي الأخري بوجنتيها المبتسمتان
زادت حيرتي وشعرت بالملل , لا اريد كل هذه الخطوات اريد النتائج فقط , ذهبت اليها وصرخت بها , إنهي هذه اللعبة وإشرحي لي لماذا تبكين وأنتي أمام هذا المشهد المهيب تغمضين عينيك
قالت من كثرة جماله كنت أبكي , ثم إبتسمت وبدات تضحك ثم تصاعدت ضحكاتها الي ذروتها , فسألتها مرة اخري لما هذه الضحكات , قالت من شدة ألمي وحزني ويأسي
قلت لها لماذا يدعوك إمرأة إستثنائية فمظهرك لكثير من النساء ,
قالت ربما لأن كل شيء إنكسر بداخلي مثل كل النساء , 

الحياة ما عادت تعنيني ولا تؤثر في وأنا بالمقابل معها  نفس الحال لا تشعر هي بوجودي ولا تسمع ضحكاتي ولا تكترث لألمي ولا تكسر يوماً صمتي , فأصبحت
أضحك عندما أشعر أني بحاجة للضحك حتي وإن كنت حزينة , وتدمع عيني عندما تبصر روعة الخالق , فأتشكك إني أخطأت عندما قررت ان لا شيئاً يعد يعنيني بالحياة بعد اليوم سوي ذاتي التي لم تعد ترغب بأي شيء , اللهم الا ما يمنحها الله اياها ,
جاوبتها , هل هذا ما يجعلك إمرأه إستثنائية , قالت لا ولكن عندما تتراكم بداخلكِ العثرات يتولد فيك مع الوقت إحساس مضاد , فلم تعد أسباب الحزن هي المتعارف عليها , ولا الفرح يأتي بالأخبار الساره وهدوء القلب
أنتي إمرأة فلسفية ربما أنتي إمرأة معقدة تركيبتك وأنا أصر عليكِ , قلت لها
قالت , لا تعقيد ولا شعوذات فقط هي الحياة من تبدل الادوار و تبدل ترتيب المشاعر أيضاَ , إن كان ما يحزنك وقع وقت سعادتك سوف تحزنين , وإن كان ما يسعدك وقع وقت حزنك سوف تسعدين
شعرت بالدوار والضيق كدت أسقط من علي المقعد لولا اني اتخذت قراراً بالانسحاب , تركتها دون كلمة أخري , ومضيت أفك طلاسم ما وقع علي مسامعي , تركتها حيث إنتهينا ولا أدري إن كانت ستبقي هناك دائماً أو أنها ستعود حتماَ ذات يوم

الخميس، 2 سبتمبر 2010

إصمتي




دائماَ أميل الي مصادقة الصغار أكثر من مصادقة الكبار , سألتني صديقتي الصغيرة ذات مرة وهي الأقرب لي بين أطفال العائلة , سألتني في جلسة ودية تعودنا ان نجتمع فيها كلما زرت بيتهم ,سؤال مباشر وصريح
كيف استطيع أن الفت نظر زميل لي في المدرسة ؟ طبعا سالتني هذا السؤال ببراءة الطفولة التي بدأت تتلاشي ويحل محلها مرحلة مبكرة من المراهقة الصغيرة , لا أدري إن كان عمر المراهقة قد دق بابه مبكراً علي صديقتي الصغيرة أم اننا كنا في مثل أعمارها نشعر بنفس الرغبة الملحة بإكتشاف نفسية الأخر التي تجعلنا ندرك بعدها كيفية التقرب منه أو إختراقة
الصغيرة لا يتجاوز عمرها العشر سنوات وسريعا ايقنت ان السبب في هذا التبكير في اصابتها باحساس المراهقة ربما يعود لإختلاف الاجيال بيننا , واختلافات اخري عديدة لم تكن منتشرة في عهدنا الطفولي , وبالطبع لم تقبل الصغيرة مني مراوغة الاجابة علي السؤال وانا لم اعودها ايضا الا علي التفكير بمنطقية وعدم الاستهانة بعقلها والان أصبحت لا استهين ايضا بمشاعرها الصغيرة
قلت لها بعدما حاولت ان اتفادي المفاجأة التي أصابتني من سؤالها , كوني جميلة وأصمتي , بالطبع لم تقبل هذه الجملة دون تفسير او شرح ولم احاول مراعاة فرق التفكير بيني وبينها , ولكن قدمت لها الاسباب والاقتراحات وتركتها تفكر هي بالنتائج وبالمعني التي تخبئه هذه الجملة ,
كوني جميلة وأصمتي , فالصمت في حرم الجمال جمال , كلماتنا في الحب تقتل حبنا , ان الحروف تموت حين تقال , هكذا قال من سبقونا الي العشق , وقد تكون هذه احدي طرق العشق التي لا ترضي الكثيرين والواضح انها ايضا لا ترضي الصغار ,
بعدما انهار عامل المفاجأة عني وبدات أستعيد كلماتها ابتسمت دون وعي وبدات أعبث بين انقاض ذاكرة طفولتي , فلم يسعني سوي الاغراق في الضحك علي الصورة التي استحضرتها من الماضي
تذكرت عندما كنت في مثل عمرها او ربما اقل بضع سنوات انني تعرضت لمثل هذا الموقف مع أحد زملاء الصف , طفل كان ملفت جدا لانتباه الجميع , يتصرف بنبل فارس من الزمن الفائت , تعكس ملامحة شموخ وكبرياء رجل تخطيء الثلاثين رغم انه لا يزال في الثامنة من عمره ,
لا اعرف من اين تلبستني هذه الروح الجريئة التي دفعتني للسير ورائه كل يوم من باب المدرسة وحتي بيته الذي اكتشفت انه يسكن بالقرب من بيتي , ولكن دون ان يشعر بي , اتذكر ايضا انني اجبرت زميلاتي علي السير معي ورائه حتي يبدو الامر طبيعياً اذا التفت ورائه
ثم بدأت أغير خططي في الاسبوع التالي بدأت فعله هجومية غير مبررة كنت اريد فيها ان أكسر هذا الصمت القاتل الذي بدات معه عيوني تتأكل من كثرة تركيز نظري عليه ,
ذهبت اليه لأعرض عليه ان يأكل بعض من طعامي , لكنه اعتذر علي استحياء فلم انتبه اني اتحدث معه وسط الفصل وهو واقف بين زملائه , فلم أجد حيله للخروج من هذا المأزق سوي أن أتحجج أني أحييه لعيد ميلاده
إستغرب قليلا ثم سألني , كيف عرفتي انه يوم ميلادي ,
بكل كبرياء وتلقائيه جاوبته , انت من اخبر جميع الحضور عندما سألك الاستاذ لماذا تغيبت أمس عن المدرسة , فقلت له كان يوم ميلادي
عندما حادثته عن قرب لم اجد هذه الجاذبية والذكاء الذي كنت ارسمها علي ملامح وجهه حين كنت انظر اليه , ذاب فوراً مثل الثلج في حرقة الشمس وانكسرت بداخلي تلك الرغبة في مواصلة اكتشافه عن قرب
ادركت وقتها وتأكد حدسي عندما تخطيت مرحلة الطفولة وأنضجتني تجارب الحياة ان الصورة لا تعكس دائما كل ما بداخل الانسان ولا يكفي ان يتظاهر الرجل بمظهر الفرسان , ولكن الاجدر بنا أن نفتش بداخلهم عن أخلاق الفرسان الذي ندر وجودهم بيننا الأن ,
ابتسمت وعدت سريعاً بنظري الي صديقتي التي تشبهني كثيراً في كل شيء كما تنعتها أمها دائما " انتي الصورة الاخري لها " , بل اتمني ان تكون افضل مني عندما تكبر ونكبر معاً