كلام فارغ , مرحبا بكم

كلام فارغ , مرحبا بكم

الاثنين، 6 ديسمبر 2010

نهاية تليق بكاتب


قال : اخشي ان أدمنكٍ فأنا عبد لقلمي
قلت : نظراتي تعلقت بإصبعك , سخر قلمك ليفك هذا الاشتباك , أكتب لنا نهاية تليق بنا

لم أكن أعرفه حق المعرفة, رغم انه إعتاد ان يفرغ حقائبه علي الورق , لكني لا أعرف قراءة الورق , لا اعرف مراوغة المشاعر , لا أعرف دهاء الأحرف الملونة , لا اعرف تركيبة هذا العطر السري الذي يوغز به احساسي كلما نظرت في عينيه
كل ما أعرفه لا يكفي أن أعرفه , وهل حقا عرفته ذات يوم أم أنه كان مجرد إنعكاس لأحلامي وتخيلاتي ورسمي علي الورق , ام اني صماء المشاعر لا اجيد الرسم ام هو المحتال تعدي علي اشيائي , ودخل من باب الصفحة التي تطل علي حكاياتي
بدأ يتجول فيها كما يحلو له , يرتب مشاعري , يسيطر علي انفعالاتي , يدمر غضبي , يعصرني قلقاَ , يقتلني شوقاَ , امسك بيدي قلمي وبدا يرسم هو تعرجات الوقت الذي يمضي ويمضي ويمضي ,دون ان اراه وهو مختفي خلفي يملي علي الأوامر دون الحق في معارضته او التمرد علي إجتياحه اللامبالي برغباتي
لم اتخيله من قبل في رداء المشعوذ او السجان ولا اظنه هكذا , فهو مثلي طائر لا يعرف لنفسه عنوان ,يخدعني بشرقيتة المزيفة , يعلم كم أهوي الشرقي , لكني لا احب الصقور التي تطارد كل ليلة فريسة , تحطمها وتترك أشلائها تبعثرها الرياح في الاركان
 طلبت منه ان يسخر عظمة من جسد هذا القلم , الذي أصبح تقديسه الاوحد, في حضرته لا مكان الا لرغباته , مبادئه , والغاية تبرر الوسيلة , لا انسانيه  في دنيا الورق , أمتص الحبر الاسود اخر قطرة في مشاعره ,
طلبت منه تسخير هذه القدسية بكتابة نهاية لإحدي حمقاواته التي دائما ترفض تقبل النهايات الجاهزة , النهايات التقليدية , النهايات المضحكة ولا أظن أنها ترفض النهايات المبكية , فما أسعدها بهذا المطر النقي التي أحيانا تسعي لاستجدائه لتعيد تجديد انسانيتها
اريده فقط أن يكتب لنا نهاية تليق بكاتب مخادع وقارئه حمقاء