كلام فارغ , مرحبا بكم

كلام فارغ , مرحبا بكم

الثلاثاء، 11 يناير 2011

أحببت ذات يوم هتلر الحزين


قد تتشابه أحياناً ملامح الرجال وهم محاصرين داخل رداء التحدي , يبحثون عن الانتصار ولا خيار أخر , يحاولون في كل معركة إثبات جدارتهم للفوز بأحد الالقاب التي تنتظرهم فور عودتهم وبيدهم مفتاح أغني المدن أو مفتاح أجمل النساء
في الحب كما في الحرب
يتشبث الرجال بملامح العنترية القاتلة التي تعمل جنباُ الي جنب الاسلحة الأخري التي تختلف من مقاتل الي أخر لكن دائما هناك سلاحان يوازيان فعل القنبلة الذرية , في الحب تشل النظرات كل مراكز القوي عند الهدف , تقتله وتبيد رد الفعل فوراً, قليلون هم من فروا سالمين من مراوغة هذا السلاح الدامي في الحب ,لكن الاكثر هم من أصروا علي الانتحار به مؤمنين أنهم في النهاية , شهداء
في الحب كما في الحرب , يطل سلاح الكلمات من جبهه أعلي تتباين حسب طراز كل محارب , ان كان موسيقياً شاعرياً يدق بأوتاره علي مسامع القطيع , او إن كان كاتباً رزيناً يدقن فن تصفيف الحروف , أو إن كان عابثاً طفولياً فوضاوياً يبحث عن أنفاس حبيبته وسط سحابة من الدخان , اما ان كان قائداً حربياً يهوي تدبير الخطط ومحاصرة الهدف بكامل أسلحته , ينشر جواسيسه في كل مكان , يغرق هدفه في شلال الحنان ويعيد انتشاله حتي يفقده شهية الاختيار , لا خيار وان كان هناك مجال للاختيار , فلا خيار .
أحببت ذات يوم هتلر الحزين , أحد جنود الرجال في مواجهة الحب , ومثل كل الخطط الهتلرية أسرع بالهجوم قبل أن يعلنني بنيته في بدء الحرب ,فماذا يفعل الهدف أمام قرار الحرب ؟
 اما المواجهة والاستسلام وهي  مجازفة غير ممكنة بدون اعداد الخطة المقابلة وبدون اي اشارة ابدأ بها تنشيط أسلحة المشاعر التي كانت في طور الانقراض ,
 واما الهروب والصمت , وهي دائماً محاولة فاشلة في انقاذ مشاعر تورطت بالفعل في حب هتلر الحزين , اما الهروب فلم يزدني الا تورطاً أكثر وأكثر ولم يزد اسلحتي الا ضعفاً وضعفاً .
لماذا أناديه بين نفسي بهتلر الحزين !
أحب فيه اصرار هتلر علي امتلاك ما ليس له , علي اعتصار النساء جميعهن بحثاً عن ملامح ذكري لوحة ممزقة سرقت منه ليقتنيها أخر , كما اعتصر هتلر كل المدن بحثاً عن صورة لعالم وهمي رسمه بخياله و لم يعش داخله