كلام فارغ , مرحبا بكم

كلام فارغ , مرحبا بكم

الجمعة، 24 يونيو 2011

“|ღ| ثلاثة أمنيات “|ღ|


“||الأمنية الأولي “||



مثل كل الفتيات كانت " إيمان" في عمر الخامسة عشر فتاة عاشقة للحب ,, تذوب بهمسة صغيرة تنطق بها شفاه " محمد" ذاك المراهق ضعيف الجسم عطوف النظرات متورد الوجه عند كل صباح تلهث عيناه الي موعدها المفضل لتحتضن عيناي " ايمان " , مهما تقدم بي العمر وتراجعت ذاكرتي الي الوراء غصباً أو طوعاً , لن تمحي صورة ايمان صديقة مقعدي الدراسي من مخيلتي , كنت استمتع بمراقبة قصص حب صديقاتي وكأنني أنا بطلة كل رواية , أحيا عدة قصص في ذاكرة مجمعه ومتنوعة , تتشابه في طهر المشاعر وبراءة الاندفاع نحو احساس مختلف خرج للتو من العدم الي النور ,  أخذتني ايمان رقيقة الوجه والصوت معها ذات مرة في موعدها اليومي مع حبيبها صبي المدرسة المجاورة لمدرستنا,  لم أرغب في انتزاع طقوس لقائهم المعتادة , او تغيير مسار انفعالاتهم عندما يشعرون بوجود غريب بين أفكارهم , اقتربنا من شارع جانبي يسبق شارع اللقاء المنتظر , حينها أبلغت إيمان اني سأنتظرها قريبة حتي تنتهي من لقائها , وعدتها وهي التي جاءت بي في تلك اللقاء كي تعرفني الي أسباب دموعها التي أعاني كل يوم من معالجتها بنفس الكلمات التي أصبحت من يوم الي يوم بالية لا تجدي نفعاً , كنت أحب صديقتي وأخشي عيونها الجميلة الناعسة أن تذبل من دموع مازالت تشق طريقها نحو مشوار عشق لا ينتهي سوي بفنائها , وعدتها ان اراقب لقائها دون ان اقترب منهم , حينها تركتني ايمان علي مسافة ليست بعيدة وانصرفت الي شارع جانبي أكثر ضيقاً , ابصرت شاب نحيل قصير القامة ضعيف البنيه يقف منتظراً , مبتسماً , متهيأ للقاء أميرة , ارتسمت علي وجه كل منهم ابتسامة , ثم توقفا وشرعا في حديث لم أستمع اليه , لكني مازلت أراقب تطلعات ايمان وتمادي الحبيب الصغير في الغزل , ربما لو كنت أكبر من هذا العمر بقليل , لأتخيل أي الكلمات كانا يتهامسان وبعيون كل منهم شوق جارف للأخر , لكن اهتمامي أثقل تركيزي في تفسير معالم وجههم الطفولي , ايمان وقد انقلب بياضها الي الحمرة , وازدادت دقات قلبها عندما خطف محمد كفها وأسقط به وردة حمراء , هدمت كل أفكاري العفوية المضادة لعلاقة الحب الطفولي التي جمعت بين ايمان وحبيبها و لم أعد خائفة عليها من البكاء , ادركت وقتها ان الفرحة الحقيقية تسكن تلك الدموع , تمنيت وقتها ان اجد سريعا من يهديني تلك الوردة الحمراء , حتي أصبحت إحدي أمنياتي الثلاث الكبري .

  “|| “|| “|| “|| “|| “|| “|| “|| “|

 “||   الأمنية الثانية “|



 تركت هذه المرحلة العمرية , وهي ايضاً غادرتني بكل ما فيها من احلام لكن ما تبقي منها متشبثاً بذاكرتي , تلك الوردة الحمراء التي أصبحت هاجسي في مفردات الحب , من وقتها والي اليوم أصبحت أهديها لنفسي حتي لا يغتال الحرمان إحدي أمنياتي الثلاث ,وهذا الحال مع أمنيتي الثالثة , أصبحت أسعي لتحقيقها دون انتظار مساعدة , لكن الامنية الثانية تكاسلت كثيراً وربما عن عمد  أن أصنعها بيدي .
لم أهتم من قبل بجمال خطي في الكتابة , لم اعتني يوماً بتحسين علاقتي مع الورق المزخرف والتي وصلت الي حد القطيعة , لم أدرك أهمية ترتيب الكلمات وتزيين الاحرف وترتيل المشاعر علي الصفحات المرسومة بأرق معاني الغرام , كراسات الحب المبعثرة في المكتبات كانت تفتقر الي نظراتي في كل زيارة لم ابادلها نفس الاهتمام التي كانت تتزين لي من أجله , كنت أفضل شراء الورق الجاد منتظم السطور أبيض النوايا , الصرامة التي عاملت بها تلك الصفحات رقيقة الجسد أعطتها مبرر قوي أن تتخلي عني فيما بعد , وتقهر أحد أحلامي المستقبلية في استلام مخطوط غرام يزف لي أشهي الأخبار العاطفية , ويعزف علي أوتار المشاعر أرق المعاني , لا اتذكر اني اشتريت تلك الكراسات من قبل , ولا اتذكر اني كومت جانبي هرماً مشقوق منها , ولا اتذكر اني استلمت واحدة منها من قبل , كل ما يحضرني , رسائل الصديقات التي كانت تصلهن من رفاقهن , رغم عدم جمالية الورقات والتي أحياناً ينتزعها الحبيب من دفتره المدرسي , ليست تلك الورقات الملونه التي تغريني او التي تفتح شهيتي لاستلامها , لكنها رغم بساطتها كانت تتمتع بميزة تلك الاحرف المبعثرة داخلها تحوطها رسومات يدوية لقلوب متفرقة علي جوانب الصفحة وأزهار مرسومة من خيال باعث الخطاب وربما كانت معطرة بعطر سري أعطاها كل هذا القدر من الجاذبية السرية لخطابات الهوي , كانت تلك الرسائل المتواضعة أكثر حرارة من ذاك الدفتر الملون البارد الذي ظلت صفحاته فارغة لسنوات , بعدما قررت أن أقتنيه في مكتبي , ليكون قيد الاستخدام // ذات يوم .. وأصبح هاجسي الجديد ,, أمنيتي الثانية ,, تلك الصفة الملونه التي سأخبئها بين أغراضي  ,, تلك الرسالة التي لم تصل ..

  “|| “|| “|| “|| “|| “|| “|| “|| “|


“|| الأمنية الثالثة “||




ليس مجرد مكان عالق في الذاكرة , هو سر يحملني داخله , وأحمله داخلي , إستنزف من أحلام عمري الكثير من السنوات , فرحاً ومرحاً , وقهراً , وعذاباً , وحرماناً , وابتساماً , ودموعاً , تعددت علي مسامعه خيبات عاشقين ومقهورين ومظلومين ومتعوسين وانتحرت علي جبينه الكثير من الاحلام , وتثاقلت علي كاهله الامنيات , لكنه لم يخذلني ذات مرة , استحلفه بالله ان يكون حسن النوايا معي دائماً  ويساعدني علي اجتياز خطواتي دون ان اتعثر بقدر من سبقوني اليه , لا ادرك حتي تلك اللحظة أسباب عشقي الامعقول لهذا المكان , فهو يحتفظ بسر كبير يهديني كل مرة ازوره فيها درجة من درجات حل هذا اللغز , وأهديه عملة صغيرة ألقيها له كتحية علي هدوء اعصابه , وهي في الحقيقة رشوة  أفتدي بها أحد أحلامي , أحتل هذا المكان الجزء الأكبر من أمنياتي الثلاثة وصلت درجة أهميته الي الدرجة القصوي , التي لا تحتمل , ولا تراجع عنها , ... 
ساصطحبه بالتأكيد ذات مرة اليك ,, سأقص عليه الحكاية كاملة ..,, حكايتي معك ,, حكايته معي ,, وانت ايها النهر العظيم ستكون حاضراً وشاهداً ... تذكر ... 


  “|| “|| “|| “|| “|| “|| “|| “|| “|


“|| الأمنية الرابعة “||