سيظل الألم يلاحقنا الي الجنة !
كتب لي صديق ذات مرة رسالة وداع ، " الموت هو نهاية كل شيء ، برحيل الانسان سوف تنهار السماء وتطيح بشموخ الجبال التي ستعود مثلنا تدك رأسها في التراب ، و ستغرق البحار في عتمة غياب السماء وهروب القمر واعتزال الشمس " .
قد يكون الموت ليس كمثله من التجارب ، يصعب علينا ممارسته وانتزاع الفضيلة عند الوقوع فيه !!! ، لكن هناك نموذج مصغر للفناء علي الأرض ، يمكن ان ندرب مهارتنا عليه ، درب يدخلك في غيبوبة تفصلك عن الحياة وتحيلك الي جثة متحركة ، تعيش نصف حياة ، بين الحياة والموت .
لم اتخيل ذات مرة بماذا سأفكر عندما ادخل في طور الاحتضار ! ، لم أحضر جواب لهذه التجربة الا عندما وقعت فيها !
الوقوف علي حافة الرحيل ، يعطيك حق الاختيار ربما لمرة واحدة قد تختار فيها الحياة ، او تتنازل عنها .
وقعت في تلك التجربة دون أن اخطط لها كنت علي شفا الرحيل ، لولا تشبثي بتلك الأفكار التي قاومت بها ارادة الموت ، وربما كانت أفكار كاذبة تحايلت بها علي الحياة كي لا تتخلي هي عني .
بين الحياة والموت لحظة وربما أقل من لحظة ، قد تأتي علي خاطرك أقرب الأشياء اليك ، أو أبعدها ، أو أحبها أو أقصاها قسوة ، بماذا ستفكر اذا عشت للحظة بين الحياة والموت ؟!
ربما ستفكر في الأعتذار ممن أسأت لهم ، أو تتمني من الله أن تبصر أحبابك قبل الرحيل ، أو تذهب الي مكان ذكرياتك المفضلة ، أو تعاتب من جرحك ، وربما تسامحه وانت علي حافة السقوط في حالة لا رجعة منها .. أو ربما
تعلن عصيانك وتوبتك عن السقوط مرة اخري في جريمة حب دفعت بمشاعرك الي الانتحار