كلام فارغ , مرحبا بكم

كلام فارغ , مرحبا بكم

السبت، 22 يناير 2011

عصفورة مشردة


أعرف أنه منحني مسكناً مريحاً بين دفاتره , يزورني فيه كل يوم , يكتبني فيه كل مساء , أمس كاد يقتلني معاتباً من شدة الانفعال حتي تمزق جزء من صفحة مسكني , وأبي القلم أن يواصل الشجار , لم أكن أدري كم يعانفني توبيخه, كان يكفيني تلك النظرة القاسية التي لم أبصرها تتأرجح فوق وجهه الا مرة واحدة قتلني بها للحظات دون أن يشعر كم كانت تؤلمني , عاتبت نفسي كنت المخطئة , و تلقيت صفعات عينيه المملؤتان بالانفعال المكتوم ومضيت مسرعة أعاتب نفسي , قررت منذ تلك اللحظة الا أعاود إستفزازة , لم أتجرأ بعدها علي الاعتذار منه , لا اريده حتي أن يتذكر مدي حماقتي التي صادرت توهج مشاعره , صحيح لم يفرغ غضبه بتحطيم رأسي لكني علي يقين أنه قًبلها علي الورق .
لم أعرف يوماً مثل هذا القلب المليء بروح عاشق طفولي يدفعني الحنين لمعانقتة الي مواصلة النوم أكثر حتي أنجح في مراوغة هذا الالم الذي يباغتني بغيابه.
أعرف أنه يكتبني كل مساء , أه لو أني أجيد فن التنكر , لكنت أختبئت في ثوب عصفورة مشردة فقدت غصنها , وأطلب اللجوء الي حجرته , سأدخلها شاء ام أبي سأدخلها وإن سد بوجهي كل أمل لي في النجاة , سأعثر علي مفتاح خزانته , وأسرق كل أوراقه , وأسطو علي أفكاره , سأبحث عن نفسي وسط تلك الحجرة التي تغلفها أنفاسه ,المليئة بكومات من الاوراق المبعثرة والصور الممزقة , تلك الحجرة التي شهدت ميلاد وانتحار كل أسراره ,همسات صوته لحبيباته ,صبره ومعاناته, سأدخلها حتماً يوماً ما

الجمعة، 21 يناير 2011

أي طريقة للحب


لا يكفي أن تقرر الاستسلام وترفع رايتك البيضاء وتدير ظهرك لعنادك وتعزي ارادتك التي ستسلب منك بعد قليل عندما تسلم نفسها لقلبك وتعترف أنك وقعت لا محالة في حالة عشقية غير مسبوقة , تورطت فيها مشاعرك حتي أنها بدأت تتجاهلك وأصبحت كاملة الانتماء للطرف الأخر .
عندما نحب لا نعرف أي الطرق في الحب نسلك , ماذا نفعل إن كان من نحب لديه عدة إختيارات للعشق , كل طرق الحب ممكنة ولكن أي من هذه الدروب تناسبنا ؟
أحبه علي طريقتي ؟ أم أحبه علي طريقته ؟
أخشي عليه الا يحتمل طيشي وجنوني وازهاقي لكل فروض المستحيل في العشق , أحاول بثبات ترويض هذا الجنون وتقطير هذا الحنين المباغت الذي يرتفع لأعلي مثل شلال عنيف مقاوم لكل نظريات الطبيعة , حتي يسري في اوتاري التي تحطمت كل سدودها .
ستزعجه حتماً طريقتي , لم يعتادني بهذا الجنون , لم يراني من قبل في حالة عشقية , لم أسأله يوماً ما لون زهرته المفضلة , هل يغرق مثلي عند سماع صوت البيانو ,أي الروايات تحمله عبر فصولها , هل يطالع فنجان قهوته , هل يؤمن بمحاكاة الطبيعة , لم أسأله , الرجال لا يحبون ان تحاصرهم النساء بعلامات الاستفهام , لن أكون مزعجة بتفاصيل اشياء قد يبدو من الغباء البحث عنها من خلال استخدام علامات الاستفهام ,
أي طريقة للحب نسلك ؟ , اول علامة استفهام فرضت نفسها امامي وطاردتني من جديد , هل أتخذ من تعقله هذا سبيلاً للعثور علي الطريق , هل أترفع عن جنوني قليلاَ وأعيش داخل هذا الاتزان المنطقي للعقل وداخل كل تلك المصطلحات المعقدة التي لم أعترف بها يوماً , ضربتني علي غير العادة عاصفة من الهدوء والصمت والتأمل , وربما قليل من التعقل الذي لم اعتاد ان احظي به بعد اصابتي بحالة عشقية , لكنه علي اي حال راودني لفترة كنت قد قررت فيها التأقلم علي طريقة اخري في الحب , طريقة أكثر هدوءاَ وقد تكون اكثر جاذبية لو أستطعت أن اتظاهر بها بقدر ما من القناعة , ظننت انها الطريقة المثلي التي تناسبنا.
أصبحت مثل الدمية التي لا تبتسم الا اذا طعنها شخص ما , صماء لا تتحرك الا بعد استشارة عقلية ,حتي أصبحت لا أعرف هذا الكائن الذي يطل بوجهه علي من الناحية الاخري للمرأه , لست أنا هذا الشخص المتيبس الملامح , لعنة الله علي هذا العقل الذي كان يريد ترويضي وقطعاً فشل , أكره هذا التعقل الاحمق الذي حول حواسي لمجموعة من الاشارات العصبية العلمية , أكره هذه الطريقة في الحب, لم ترضي يوماً قناعاتي
 قررت أن اعود لطريقتي الصادمة , قررت ان أحرر مشاعري واتمسك بجنوني , أخترت طريقتي في الحب
   

الثلاثاء، 11 يناير 2011

أحببت ذات يوم هتلر الحزين


قد تتشابه أحياناً ملامح الرجال وهم محاصرين داخل رداء التحدي , يبحثون عن الانتصار ولا خيار أخر , يحاولون في كل معركة إثبات جدارتهم للفوز بأحد الالقاب التي تنتظرهم فور عودتهم وبيدهم مفتاح أغني المدن أو مفتاح أجمل النساء
في الحب كما في الحرب
يتشبث الرجال بملامح العنترية القاتلة التي تعمل جنباُ الي جنب الاسلحة الأخري التي تختلف من مقاتل الي أخر لكن دائما هناك سلاحان يوازيان فعل القنبلة الذرية , في الحب تشل النظرات كل مراكز القوي عند الهدف , تقتله وتبيد رد الفعل فوراً, قليلون هم من فروا سالمين من مراوغة هذا السلاح الدامي في الحب ,لكن الاكثر هم من أصروا علي الانتحار به مؤمنين أنهم في النهاية , شهداء
في الحب كما في الحرب , يطل سلاح الكلمات من جبهه أعلي تتباين حسب طراز كل محارب , ان كان موسيقياً شاعرياً يدق بأوتاره علي مسامع القطيع , او إن كان كاتباً رزيناً يدقن فن تصفيف الحروف , أو إن كان عابثاً طفولياً فوضاوياً يبحث عن أنفاس حبيبته وسط سحابة من الدخان , اما ان كان قائداً حربياً يهوي تدبير الخطط ومحاصرة الهدف بكامل أسلحته , ينشر جواسيسه في كل مكان , يغرق هدفه في شلال الحنان ويعيد انتشاله حتي يفقده شهية الاختيار , لا خيار وان كان هناك مجال للاختيار , فلا خيار .
أحببت ذات يوم هتلر الحزين , أحد جنود الرجال في مواجهة الحب , ومثل كل الخطط الهتلرية أسرع بالهجوم قبل أن يعلنني بنيته في بدء الحرب ,فماذا يفعل الهدف أمام قرار الحرب ؟
 اما المواجهة والاستسلام وهي  مجازفة غير ممكنة بدون اعداد الخطة المقابلة وبدون اي اشارة ابدأ بها تنشيط أسلحة المشاعر التي كانت في طور الانقراض ,
 واما الهروب والصمت , وهي دائماً محاولة فاشلة في انقاذ مشاعر تورطت بالفعل في حب هتلر الحزين , اما الهروب فلم يزدني الا تورطاً أكثر وأكثر ولم يزد اسلحتي الا ضعفاً وضعفاً .
لماذا أناديه بين نفسي بهتلر الحزين !
أحب فيه اصرار هتلر علي امتلاك ما ليس له , علي اعتصار النساء جميعهن بحثاً عن ملامح ذكري لوحة ممزقة سرقت منه ليقتنيها أخر , كما اعتصر هتلر كل المدن بحثاً عن صورة لعالم وهمي رسمه بخياله و لم يعش داخله

الخميس، 6 يناير 2011

هذي بلاد .. لم تعد كبلادي

فاروق جويدة


قد عشت أسأل أين وجه بلادي؟؟
أين النخيل ؟ وأين دفء الوادي

لاشيء يبدو في السماء أمامنا
غير الظلام وصورة الجلاد
هو لا يغيب عن العيون كأنه
قدر كيوم البعث والميلاد
قد عشت أصرخ بينكم وأنادي
أبني قصورا من تلال رمادي
أهفو لأرض لا تساوم فرحتي
لا تستبيح كرامتي وعنادي
أشتاق أطفال كحبات الندى
يتراقصون مع الصباح النادي
أهفو لأيام توارى سحرها
صخب الجياد وفرحة الأعياد
أشتقت يوما أن تعود بلادي
غابت وغبنا و انتهت ببعاد
في كل نجم ضل .. حلم ضائع
وسحابة لبست ثياب حداد
وعلى المدى أسراب طير راحل
نسي الغناء ....فصار سرب جراد
هذه بلاد تاجرت في أرضها
وتفرقت شيعا بكل مزاد
لم يبقى من صخب الجياد سوى.... الأسى
تاريخ هذه الأرض بعض جياد
في كل ركن من ربوع بلادي
تبدو أمامي صورة الجلاد
لمحوه من زمن يضاجع أرضها
حملت سفاحا فاستباح الوادي
لم يبق غير صراخ أمس راحل
ومقابر سأمت من الأجداد
وعصابة سرقت نزيف عيوننا
بالقهر... والتدليس... والأحقاد
ماعاد فيها ضوء نجم شارد
ماعاد فيها صوت طير شادي
تمضي بنا الأحزان ساخرة بنا
وتزورنا دوما بلا ميعاد
شيء تكسر في عيوني بعدما
ضاق الزمان بثورتي و عنادي
أحببتها ......حتى الثمالة بينما
باعت صباها الغض ..... للأوغاد
لم يبق فيها غير ...... صبح كاذب
و صراخ أرض في لظى استعباد
لا تسألوني عن .... دموع بلادي
عن حزنها في لحظة استشهاد
في كل شبر من ثراها ..... صرخة
كانت تهرول خلفنا و تنادي
الأفق يصغر .... والسماء كئيبة
خلف الغيوم .... أرى جبال سواد
تتلاطم الأمواج فوق رؤوسنا
والريح تلقي للصخور عتاد
نامت على الأفق البعيد ملامح
وتجمدت بين الصقيع أيادي
ورفعت كفي قد يراني عابر
فرأيت أمي........ في ثياب حداد
أجسادنا كانت تعانق بعضها
كوداع أحباب بلا ميعاد
البحر لم يرحم براءة عمرنا
تتزاحم الأجساد في الأجساد
حتى الشهادة راوغتني لحظة
وأستيقظت فجراً أضاء فؤادي
هذا قميصي فيه .... وجه بنيتي
ودعاء أمي .... كيس ملح زادي
ردوا إلى أمي القميص.... فقد رات مالا أرى
من غربتي ... ومرادي
وطن بخيل .... باعني في غفلة
حين اشترته عصابة الإفساد
شاهدت من خلف الحدود .... مواكبا
للجوع تصرخ في حمى الأسياد
كانت حشود الموت تمرح حولنا
والعمر يبكي ..... والحنين ينادي
ما بين عمرٍ ...... فر مني هاربا
وحكاية يزهو بها أولادي
عن عاشق هجر البلاد وأهلها
ومضى وراء المال والأمجاد
كل الحكاية ...... أنها ضاقت بنا
وأستسلمت للص والقواد
في لحظة...... سكن الوجود
تناثرت حولي مرايا الموت والميلاد
قد كان آخر ما لمحت على المدى
و النبض يخبو صورة الجلاد
قد كان يضحك والعصابة حوله
وعلى امتداد النهر يبكي الوادي
وصرخت..... والكلمات تهرب من فمي
هذي بلادُ........... لم تعد كبلادي

الاثنين، 3 يناير 2011

نسيان


ورقة من صفحات رواية , نسيان دوت كوم , أحلام مستغنامي

لا أحد يعلمنا كيف نحب , كيف لا نشقي , كيف ننسي , كيف نتداوي من إدمان صوت من نحب , كيف نكسر ساعة الحب , كيف لا نسهر , كيف لا ننتظر , كيف نقاوم تحرش الأشياء بنا
كيف نحبط مؤامرة الذكريات , وصمت الهاتف , كيف لا نهدر وأعواماً من عمرنا في مطاردة وهم العواطف , كيف نتعاطف مع جلادنا من دون أن نعود الي جحيمه , كيف ننجو من دون أن نلقي بأنفسنا في تهلكة أول حب , كيف نخرج من بعد كل حب أحياء وأقوياء ., وربما سعداء .
هل من يخبرنا ونحن نبكي بسبب ظلم من أحببنا أننا يوماً سنضحك مما اليوم يبكينا ؟
سنندم كثيراً لأننا أخذنا الحب مأخذ الجد , فلا أحد قال لنا أنه في الواقع أجمل أوهامنا وأكثرها وجعاً .
لسبب بسيط , قدر الحب الخيبة , لأنه يولد بأحلام شاهقة أكبر من أصحابها , ذلك أنه يحتاج أن يتجاوزهم ليكون حباً .
ما النسيان سوي قلب صفحة من كتاب العمر .
قد يبدو الأمر سهلاً , لكن مادمت لا تستطيع اقتلاعها ستظل تعثر عليها بين كل فصل من فصول حياتك ليس نظرك هو الذي يتوقف عندها بل عمرك المفتوح عليها دوماً كأنها مستنسخة علي كل صفحات حياتك