كلام فارغ , مرحبا بكم

كلام فارغ , مرحبا بكم

الثلاثاء، 12 أبريل 2011

منام



صدقاً رأيت لك هذا المنام !!!!

رأيت قبل يوم من لقائنا منام غريب , رأيتك تحمل بين يديك خنجراً لامعاً كما هي عيونك حين ألقاك , نظرت الي من بعيد حيث انت دائماً وتقدمت عدة خطوات , فابتسمت صافية النيه طامعة في خطوة أضافية تمحو رماداً تركته مشاغبات المشاعر في الطريق المقابل لنا , لكنك توقفت فجأة وأيقظت خنجرك اللامع من مسكنه ثم انحنيت قليلاً وبضربة قاسية إغتلت زهرتين بيضاء كانا يتراقصن تحت قدميك , لم اري تلك الزهرتين وأنا التي قضيت عدة أوقات في هذا المكان لم أعرف من أين نبتأ وما هي هويتهن , لكنهما رغم غموض مصدرهما رويا المكان بصبغتهن الحمراء وتحولت أوراقهن الملائكية الي ملامح شيطانية , رغم ارتعابي من قسوتك في وأد تلك الزهرتين انتظرت دفاعك , لكنك صمتت , ورحلت تملئك الابتسامة نفسها , لم اصدق أنك فعلتها بهذه السرعة , وعدت الي مكان الحادث واهمه أن ما رأيته ضرب من الخيال , لكني ابصرت جثتين داخل كفن ابيض غارقين في بحر من الدماء .

أعترف أن رغبتي في تفسير المنام كان أكبر همي حين قررت أن ألقاك اليوم , فضولي الطاغي وشي بعقلي أن يحضر منذ البداية ليكون شاهداً علي كل ملابسات الجريمة , ولم أمتلك الشجاعة ان أمنعك من ارتكابها , جئت وفي ذهني خطأ واحد يزف طريقي من بيتي اليك , عشقت دور المشاهد الصامت , والشاهد المستبق لجريمتك التي لم ترتكبها بعد , جئت ابحث عن الزهرتين البيضاء , يساورني الشك بين خطوة واخري أن المنام يأتي في الواقع بعكسه , لكن حدسي لم يستسلم لتلك الخرافات التي تفسر الحلم بالمقلوب , كانت كل خطوة في الطريق تنقلني من سؤال الي جواب , عن تلك الزهرتين , من هن!! , كيف ستغتالهن دون رحمه !! , كيف سأصمت كما أنا معك دائماً ولن أمنعك هذه المره ؟!!.

الابشع اني ضحكت عندما تبادر الي ذهني اشاعة اني ربما أكون إحدي تلك الزهرتين , لم أثق في إشاعة أطلقها خيال فقد الاتصال بالذاكرة , انا قد أغُتلت سابقاً , فكيف سيعيد إغتيالي ويلبسني رداء زهرة بيضاء !!!؟

كنت أمشي في خطوات تسابق الزمن , حتي وصلت لمكاني المفضل أعلي الكوبري , محزني ومبكاي ومسمعي الوحيد , وقفت انعي الفقيدان اللذان سيخطفهم بعد قليل شبح الاختفاء , لمحت ضحكة ماكرة تطفو علي سطح الماء دون ان تحمل ملامح لأحد , وجة لا اعرفه لشخص غير موجود لكنه يخاطبني مندفعا , القي حظك بالماء !!!!

لم أستوعب في البداية كان ذهني لا يحيد عن التفكير في الجريمة التي أقف علي بعد أمتار من إرتكابها , فتحت خزانة الامنيات وانتزعت واحدة من كثيرات أصاب بعضهن الخمول والضجر , وألقيت واحدة منهن في الماء وظلت نظراتي متعلقة بها وهي تصرخ في الهواء ضاحكة , أخيراُ تحررت من مسكني , وهي لا تدري أن ما ينتظرها هو الخمول الأبدي في قاع النيل .

مضيت مسرعة حتي لا يفوتني أي من أركان الجريمة , أهوي دائماً بدايات الاشياء , كما أسعد بالنهاية , لكن تلك المره لن تكن مثل كل النهايات سعيدة , بل تلطخها الدماء !!

مر الوقت ومر ومر .... , ولم أجد أي من الزهرتين , لكني وجدت القاتل الذي لم يقتل بعد , رحل دون أن أودعه , كنت مشغولة في انتظار ظهور الجثتين , رحل دون أن يترك أثر , وأخيراً وجدت بين يدي قبر الجثتين !!!!!!؟