كلام فارغ , مرحبا بكم

كلام فارغ , مرحبا بكم

السبت، 24 مارس 2012

♥ احلام نزار ♥

   نقلاً عن صفحة الكاتبة الجزائرية أحلام مستغنامي

 
من المقالات المنشورة في مجلة " زهرة الخليج "  -  أبريل 2011

ثلاثة عشرة سنة مرّت على رحيل نزار قبّاني، ترعبني هذه المسافة الزمنيّة ، التي تفصلني عن آخر مرّة سمعته فيها، وآخر لقاء كان لي معه.

يحزنني كلّ ما ائتمنني عليه ، واحتفظت به عميقًا في القلب ، ولم أكتبه كي أظلّ كبيرة في عينيه ، كما أرادني ، فلا أصعب من أن نظلّ عند حسن ظنّ الأموات.

 لكن يراودني حلم سرّي ، ينتظر منذ ثلاثين سنة ، كتابة رواية تليق بنزار كما عرفته.
 قبل فترة ، كنت أتصفّح مجلّداته العشرة التي لم أقرأها من قبل، إخترت أن أهديكم بدل شعره ، مقاطع من نثره .

 فالشاعر يُعرف من نثره.. ثم إن تكريم الكاتب ليس في أن تعطيه ما يستحق ـ يقول جبران ـ بل في أن تأخذ منه ما يُعطي.

إنّ الكاتب العربيّ، مطلوب حيًّا أو ميتًا ، وصوره وبصمات يديه موزّعة على كلّ المخافر ومراكز الحدود .

ورائحته أو رائحة حبره وحروفه ، تحفظها الكلاب البوليسيّة عن ظهر قلب.


 ♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥


أراقب الحزن وهو يتجوّل في زوايا غرفتي ، يجلس على مكتبي .. ويضع الأزهار الصفراء في مزهريتي ، ويتمدّد على فراشي. . ويصنع لي قهوتي الصباحيّة .. فهل أصبح الحزن زوجتي ؟

الإنحطاط لا يعني أن لا تملك سيارة أو تلفزيونا أو زوجة جميلة أو ساعة سويسريّة..الإنحطاط يعني أن لا تعرف من هو أبو الطيب المتنبي.

* ما حاجة الحاكم إلى الشعر . . إذا كان يلبسه بقدميه

* كيف نقول : إننا ديمقراطيون . . إذا كنّا نعتبر صوت الإنسان عورة ؟

* أنا لا أحبك من أجل نفسي . . ولكن أحبك كي أجمّل وجه الحياة

ولست أحبك كي تتكاثر ذرّيتي .. ولكن أحبك كي تتكاثر ّذرية الكلمات

لا يستطيع الشعر أن يثقب المعدن .. ولكنّ التاريخ علّمنا أنّ معدن الديكتاتوريّة هشّ جدًّا وأنّ 28 حرفًا التي تتشكّلُ منها الأبجديّة العربيّة تستطيع أن تتحوّل إلى 28 فرقة كوماندوس.

* أنا مطالب بأن أحتفظ بنقائي ، ونظافة ملابسي في منجم فحم ، وأن أكون قدّيسا في مجتمع لا يعرف القداسة ، وأن أرتفع بفكرة الحبّ إلى مراتب الأولياء والقدّيسين وأصحاب الكرامات. هذا ضدّ بشريّتي.

* إنّني أعتبر نفسي واحدًا من رجال القبيلة التي تتعاطى الحبّ بالأسنان والأظافر

وكان لا بدّ من مرور زمن طويل عليّ قبل أن أتخلّص من ميراث القبيلة ، وشريعة الجاهليّة في الحبّ.

* الجنس هو صداعنا الأبديّ ، والكابوس الذي يفترسنا ليلاً نهارًا . حجم المشكلة الجنسيّة، بحجم جماجمنا تمامًا . بحيث لا يوجد تلفيف واحد من تلافيف النخاع العربي غير مُصاب بورم الجنس.

* كيف تريدني أن أرسم إذا كان شراء قلم رصاص من إحدى المكتبات.. يحتاج إلى ترخيص من وزير الداخليّة ؟

وكيف تريدني أن أكتب.. إذا كانت أصابعي لا تستطيع أن تتجوّل على ورقة الكتابة بعد الساعة السادسة مساء ؟

* إن الشاعر الذي يعيش تحت جبّة السلطة . .هو شاعر مختون ختانا فرعونيّا


نزار قباني ♥