كلام فارغ , مرحبا بكم

كلام فارغ , مرحبا بكم

الأحد، 5 يونيو 2011

مستغناميات .. مختارات

مختارات منوعة من مؤلفات الكاتبة أحلام مستغنامي




إن أهدتك الحياة هذا الطائر النبيل حبيبًا. إنّها فرصتك لتعيشي أسطورة الحبّ الكبير. حافظي عليه بالصبر على ظلمه. كذّبي شكوكه بالوفاء. اخلصي له مهما طال الفراق. فالطائر النبيل يعود دومًا

في قطار وعودك كل المقاعد كانت مشغولة فسافرت صوبك واقفة لا أحب الجلوس على المقعد الاحتياطي للحب

يوم التقت به كان موليًا ظهره للحياة لم يغازل قبلها غير الموت , يستعجل الرحيل. يقتل الوقت بإطلاق النار على أيامه، كما في لعبة إلكترونيّة ,أحبّت شاعرية كآبته. نخوته. براءة مشاعره. إخلاصه لذاكرته. طفولته المتأخرة. راحت تنفخ فيه من حياتها ليحيا، كما لو كانت أمّه. تقاسمت معه أنفاسها حمته بخوفها. حبّبت له الجمال و الفصول و المطر و البحر و السفر و الشعر و البوح و الرقص. حبّبت له أن يحبّ. أن يكون رجلًا. أهدته كنوز الأمل حتى ينسى طريقه إلى ضرّتها... المقبرة

قال لي : أريد أن أكتب عنك في العتمة. قصتي معك شريط مصور أخاف أن يحرقه الضوء ويلغيه، لأنك امرأة نبتت في دهاليزي السرية
لأنك امرأة امتلكتها بشرعية السرية
لا بد أن أكتب عنك بعد أن أسدل كلّ الستائر، وأغلق نوافذ غرفتي

قلت له مرة: "أحلم أن أفتح باب بيتك معك".
أجاب: "وأحلم أن أفتح بيتي فألقاكِ".ـ
من يومها، وأنا أفكر في طريقة أرشو بها بوّابك، كي ينساني مرة عندك. أن أنتحل صفة تجيز لي في غيبتك دخول مغارتك الرجالية، فأنا أحبّ أن أحتلّ بيتك بشرعية الشغّالات.
أن أنفض سجاد غرفة نومك من غبار نسائك، أن أبحث خلف عنكبوت الذكريات عن أسرارك القديمة، المخبأة في الزوايا. أن أتفقد حالة أريكتك، في شبهة جلستها المريحة , أن أمسح الغبار عن تحفك التذكارية، عسى على رف المصادفة، تفضحك شفاه الأشياء .

أنا المرأة الجبانة التي لم تبادر يوما رجلا بالكلام، كيف لي أنا أشاغبه، أن أشعل تلك الانارات الصغية التي ستجعله يوقف الكتابة ويقول لي شيئا

كم تمنيت لحظتها أن ينطق! ولكنه كان يعبث بي بكلام لا يقال إلا صمتا.. ويدخلني في حالة من الارتباك الجميل

إحساس ما، كان يقول لي إنني في زمن ما، أحببت رجلا يشبهه أو أنه يشبه تماما رجلا سأحبه يوماً .

إسمك الذي .. لا يُقرأ وإنما يُسمع كموسيقى تُعزف على آلة واحدة من أجل مستمع واحد
كيف لي أن أقرأه بحياد ، وهو فصل من قصة مدهشه كتبتها الصدفة ، وكتبها قدرنا الذي تقاطع يوما ؟

هو الرجل الذي تنطبق عليه دوماً ، مقولة أوسكار وايلد "خلق الإنسان اّللغة ليخفي بها مشاعره", مازال كّلما تحدث تكسوه اللغة،  ويعريه الصمت بين الجمل

هوذا، لم يتغير. ما زال يتوق إلى الكلام الذي لا يقال بغير العينين. وهي لا تملك إلا أن تصمت

-أذكر يومها تبعثرنا ارتباكا في تلك القاعة. رحت تحادثين آخر، ورحت أحادث أخرى باهتمام مقصود. أخذ كل واحد منا مكانا في مجلس مختلف، تفاديا لمزيد من الأضواء والأخطاء. ولكننا لم نذهب أبعد من بعضنا بعضا. لقد كنا متقابلين حتى في تجاهلنا المتعمد أحدنا للآخر
 
-أحب قصص التلاقي.. في كل لقاء بين رجل وامرأة.. معجزة ما؛ شيء يتجاوزهما، يأتي بهما، في الوقت والمكان نفسه، ليقعا تحت الصاعقة إياها. ولذا يظل العشاق حتى بعد افتراقهما وقطيعتهما، مأخوذين بجمالية لقائهما الأول. لأنها حالة انخطاف غير قابلة التكرار، ولأنها الشيء النقي الوحيد الذي ينجو مما يلحق الحب من دمار

لماذا تعتقد النساء أنّ الرجال جميعهم خونة ثمّة سادة للوفاء جاهزين للموت عشقًا. كما ثمّة نساء خائنات يقتلن في الرجل رغبته في الإخلاص. الرجل يحلم بامرأة يخلص لها بإمكانه أن ينتظرها عامًا و أكثر سيستعين بذكراها على كلّ نساء الأرض فقط من أجل شهقة اللقاء حين يعود لها

على كلّ امرأة أن تخلق الخلطة السحرية لعطر لن تضعه امرأة سواها. إنّه عطر نسيانها الشخصي الذي تلغي به عطر الماضي و عطر النساء الأخريات في ذاكرة رجل

تهزمنا الذاكرة لأنّ لها عملاء يقيمون فينا. يديرون شؤونها لحساب حبيب. يتآمرون علينا لصالحه. كلّ حواسك تعمل عميلًا عنده. البعض بمرتبة ضابط اتصال .

دوماً
كنت أحبهم .أولئك العشاق الذين يزجون بأنفسهم في ممرات الحب الضيقة، فيتعثرون حيث حّلوا، بقصة حب وضعتها الحياة في طريقهم، بعد أن يكونوا قد حشروا أنفسهم بين الممكن والمستحيل

أولئك الذين يعيشون داخل زوبعة الحب التي لا تهدأ، مأخوذين بعواصف الشغف، مذهولين أمام الحرائق التي مقابل أن تضيء أياما في حياتهم، تلتهم كل شيء حولهم، جاهزين تماما.. لتلك الّلحظات المضيئة خلسة، والتي ستخلف داخلهم عندما تنطفئ رماد انطفائهم الحتمي
أحبهم.. وربما كنت أشبههم

منذ البدء، أخذت بجمالية تلك العلاقة الغريبة والمستحيلة، وبذلك الحب الافتراضي الذي قد يجمع بين رجل من حبر وامرأة من ورق، يلتقيان في تلك المنطقة المتلبسة بين الكتابة والحياة، ليكتبا معا ,كتابا خارجا من الحياة وعليها في آن واحد

ملايين النساء في العالم يحلمن بأن يلتقين بهذا الصوفي الزاهد في كلّ نساء الأرض. و الذي لا يهجس سوى بامرأة واحدة. تلك التي اختارها حبيبة لمدى العمر
و حتى لا نظلم الرجال نقول أنّ بينهم سادة في الوفاء. رجال أوفياء كأنبياء لرسالة. جميلون في تعفّفهم. كبار في عواطفهم. لولا أنّ تلك العواطف الكبيرة تولّد لديهم شكوكًا كبيرة أيضًا. إنّهم لا يثقون في عواطف الطرف الآخر. و لا يتوقّعون أنّ امرأة قد تضاهيهم إخلاصًا و تزيد
 
الرجل نجم مذنّب يختفي من سمائك دون أيّ إنذار من أيّ مرصد جويّ. عليك آنذاك أن تتحوّلي إلى منجّمة. أو تتعلّمي الضرب بالرمل و خلط الحصى. فمهم جدًّا حال دخولك في علاقة عاطفيّة أن تكون لك دراية بالتنجيم. فالتفكير المنطقي لا يساعدك بتاتًا على العثور على الأجوبة التي ستؤرّقك لاحقًا ,كالبصارات على أيام أمّك لا على أيام التنجيم بالكمبيوتر عليك ربط رأسك و الجلوس أمام كرة من البلور لمتابعة حركة المجرات و الكواكب التي تدور حولها النجوم" المذنّبة " الرجالية


ليست هناك تعليقات: