كلام فارغ , مرحبا بكم

كلام فارغ , مرحبا بكم

الخميس، 23 ديسمبر 2010

خطاب


يمضي العشاق متلهفين في كل لحظة يدق فيها جرس الباب وهم في انتظار هذا الرجل الذي يحمل بين يديه أشواق مسافرة , ومشاعر سرية ممنوعة الاعتراف .
ولكن كيف تكون مشاعرنا الفضولية عندما نستقبل خطابات من أشخاص لم نراهم أبداً , لكننا نعرف بعضنا البعض علي الورق
صدقاً لا أدري حتي هذه اللحظة من هو , كان يرسل الي كل يوم ذلك الخطاب المليء بعبارات متنوعة الاعجاب يفوح من بين سطورها دخان ذلك القلب المحترق , تتخللها علامات التعجب و تملئني علامات إستفهام
لم يكن الغزل هو صميم القصة , ولا الاعجاب هو الدافع لمراسلتي , ولا ادري لماذا يتبني من لا أعرفه محاورتي عن بعد وامتصاص همومي , ولا اهتم ان كنت سأبصر ذات يوم وجهه الحقيقي دون قناع او سيبقي للابد حبيس هذا الخطاب الذي أصبحت أنتظر وصوله مثل ارتشافي لفنجان قهوتي كل صباح
بدأت الأسطورة , ودعوني أسميها أسطورة , بدأت بوصول أول خطاب يُعرفني فيه علي نفسي , ظننتها في البداية لعبة هراء من اصدقائي المملين , تجاوزت الامر ومزقت الرسالة الاولي
لكن رسالته الثانية لم تتأخر , ولم تخلو من العتاب واللؤم علي استهزائي بمكتوبه السابق , كيف عرف ما فعلته برسالته , لا ادري , بلغني انه غفر لي هذا الذنب الكبير في حقه بعد ان وبخني بلهجة انفعالية , وانتقل الي سطر جديد تتصدره مشاعر رقيقة مستجدية قسوة مشاعري التي أصبحت أتظاهر بها مع من حولي ولم يسترسل لكنه طلب مني مباشرة أن أعود إلي قلبي
حاولت عبثاً ان أنفي ما ذكر وأزلزل هذه الثقة التي لا اعرف مصدرها , وبدأت بإرسال رد علي رسائله ابعثر به أفكارة بعيداً عن أي مصدر للحقيقة , لكني كلما نكرت تضاعفت فنونه الشاعرية التي تدهشني وتفتنني و تمتصني دون أن تقترب مني ودون ان تعطيني فرصة للاختيار , وسراً كنت سأختار أن أمضي سائرة علي قدماي حتي أصل الي هذا العنوان الافتراضي المرسوم علي ظهر الخطاب
فكرت للحظة ,حتماَ بحث عن فيلمي المفضل وحاول ان يعيد صياغته معي ليجذب انتباهي كيف عرف فيلمي المحببب ونجمي الاقرب , وهل سيجيد الدور كما برع فيه كينو ريفز مع ساندرا بولوك في منزل علي البحيرة , ظننت للحظة ان القصة الاسطورية هذه من نسج خيالي أو من فرط عشقي لهذا الفيلم , لكن الخطاب لم يكن من روافد الخيال السينمائي , فهو حقيقة لا تقبل اي شك

قال لي في إحدي خطاباته: أنتٍ تبدين كبطلة خرجت تواً من كتب الروايات الكلاسيكية و المسرحيات اليونانية , فلماذا تتعجبين من فارس يحاول ان يكتب معك رواية غريبة الشكل , دعينا نكسر كل القواعد الفنية , ونكتب نحن قصتنا الاسطورية

ليست هناك تعليقات: